269
المستوى عظيمة التأثير والإمتاع، على مستوى عال من الفن، والصياغة الأدبية، وكان للحج أثره في التأثير على أدباء شبه القارة الذين كتبوا مئات الكتب عن رحلاتهم إلى المدينة المقدسة وبلاد الحرمين 1وأسهمت
هي الكتب في تطوير الأدب الأردي، وتنمية اللغة الأردية نفسها 2.
ومن الملاحظ أن أسلوب وصف الأحداث حتى لا يخلو من الإبداع الأدبي، عن طريق استخدام اللغة الجميلة المعبرة، وروح الدعابة، فالكاتب مفتاح الدين ظفر يصف منظر رمي الجمرات في رحلته المسماة «سفر مقدس» 3أي الرحلة المقدسة
هكذا:
«حين بدأت أرمي بأول جمرة قائلاً: اللّٰه أكبر. . إذا بحشد من الناس يدفعني فيلقي بي في الخلف. . بعيداً. .
ووجدتني أذهب بعيداً جداً. .
فتشجعت. . وتقدمت إلى الأمام، لكن الجمرات كانت تنهمر من عدد كبير من الحجاج، فأصابتني حصاة كبيرة الحجم، سقطت على رأسي، وبدت الحصوات كنجوم الليل، تتراقص أمام عيني، وبينما كنت أرمي بالجمرة الرابعة أو الخامسة إذا بحبشي ضخم الجثة، يضربني على رأسي بكوعه، وكأنه يدقني في الأرض، فتسمرت في مكاني وأنا أتأوه من الألم. . . !» .
والأديب الصحافي ألطاف حسين قريشي يصف في رحلته «ومضت قافلة القلب» تجربته في حج عام 1386ه/1967م 4، وأسلوبه
الوصفي فيه إبداع أدبي مؤثر: