268
القافلة رمضان في مكة، وفي منتصف شوال استعدت القافلة لرحلة العودة إلى الهند، وفي غرة ذي القعدة سنة 1238ه / العاشر من يوليو 1823م طاف سيد أحمد شهيد مع رفاقه طواف الوداع. . لتتجه القافلة بعد ذلك إلى الهند حيث بدأ الشيخ برنامجه الذي فكر فيه طويلاً، برنامج الجهاد وذلك لتأسيس حكم إسلامي في شبه القارة يتفق والمبادىء الإسلامية.
وفي نهاية 1243ه/ 1826م بدأ الجهاد الفعلي ضد السيخ في منطقة البنجاب، وقد انضم إليه عدد كبير جداً من كبار علماء الهند من بينهم مولانا شاه إسماعيل شهيد حفيد شاه ولي اللّٰه محدث الدهلوي 1، وقد
استشهد في ذي القعدة 1246ه - مايو 1831م في معركة بالاكوت، وكان قد قدم للحج أواخر شوال 1236ه. (مع والدته وأخته) واستمر بأرض الحرمين حتى أواخر شعبان 1239ه.
وكان برفقة سيد أحمد شهيد، ومنهم أيضاً مولوي عبدالحي الذي اشترك مع شاه إسماعيل في الجهاد وفي تأليف كتاب صراط مستقيم بالفارسية، وقام بترجمته إلى العربية أثناء الإقامة في مكة المكرمة، ومن الأدباء شاعر الأردية حكيم مؤمن الذي نظم الكثير من الأشعار بالفارسية والأردية عن جهاد سيد أحمد شهيد ورفاقه (مثنوي جهادية) ، والأديب محمد جعفر تهانسيري الذي أرخ لحركة الجهاد.
مكة المكرمة في أدب شبه القارة:
أ. في النثر الفني.
ب. في الشعر.
ج. الرمزية والدلالات الشعرية.
لا شك أن أدباء شبه القارة الهندية عبروا عن مشاعرهم الجياشة، أثناء زيارتهم للأراضي المقدسة، ووجودهم في المدينة المقدسة حيث بيت اللّٰه، ومهبط الوحي ومركز النور الذي أضاء ظلام الجهل، وقد زخرت مادة كتبهم ورحلاتهم بخاصة بالعناصر الأدبية فهي تصاغ بلغة أديبة في معظهما، ولغتهم في تناولهم للمدينة المقدسة، لغة رقيقة