265
فالحركة التي اقتصرت في حياة والده على عدة مديريات ومراكز انتشرت الآن في جميع مناطق البنغال الشرقية.
وقد تعلم دودهو ميان على يد والده الذي أرسله عندما كان في الثانية عشرة من عمره إلى مكة المكرمة للمزيد من التعليم الإسلامي، فقضى الابن في مكة خمس سنوات، عاد بعدها إلى موطنه سنة 1837م، بعد أن استدعاه والده لتقدّمه في السن 1، وقد فصل الدكتور مهر علي
كيفية تنظيمه للحركة بعد وفاة والده 2وصراعه مع ملاك
الأراضي 3، ويذكر أن دودهو ميان
عاد مرة أخرى إلى مكة، وأثناء غيابه في بداية عام 1843م بدأت الحكومة تهاجم أتباع الحركة للقضاء عليها 4.
وقد شعر الإنجليز أن أتباع الحركة الفرائضية يريدون إخراج الإنجليز من البنغال بعد أن جند دودهو ميان ثمانين ألف ناشط من أتباعه، ولهذا صدر الحكم ضد أتباع الحركة والقبض على دودهو ميان حين اندلعت حرب التحرير سنة 1857م بعد مرضه الشديد، وتوفي في سبتمبر 1862م عن عمر يناهز الثانية أو الثالثة والأربعين.
ومما يذكر أن الحركة الفرائضية تركت تأثيرها الواضح على مسلمي البنغال، فقد بدؤا يعتمدون على أنفسهم، وبثت فيهم الحمية الدينية وأوجدت بداخلهم عاطفة الجهاد ضد الظلم من أجل الحصول على حقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهكذا ظهرت في البنغال يقظة عامة لا يمكن لأحد أن ينكرها أو يغفل عن ذكرها 5.
سيد أحمد شهيد وجماعة
المجاهدين:
ولد سيد أحمد شهيد بن سيد محمد عرفان في صفر سنة 1201ه. / نوفمبر 1786م في راي بريلي (أوده) ، ويقال: إن نسبه يصل إلى علي عليه السلام، اشتهر بقوته الجسدية غير العادية، بدأ بخدمة أهل الحي والجيران، ثم بدأ في خدمة الفقراء والمساكين، تعلم على يد