264
فشعر حاجي شريعت اللّٰه أنه بحاجة إلى العودة إلى مكة المكرمة لاستشارة أستاذه، والحصول منه على إذن بالبدء علانية في حركته الإصلاحية 1،
وهكذا عاد إلى مكة سنة 1819م - 1820م كما يقول الدكتور مهر علي، وكان قبل عودته إلى مكة قد تزوج وأنجب ولده محمد محسن (1819م) .
ويذكر الدكتور معين الدين أنّ هدفه من هذه الرحلة الخاصّة كان استشارة أستاذه فيما يقوم به من إصلاحات 2.
وعلى كل حال عاد حاجي شريعت اللّٰه ليبدأ حركته الإصلاحية التي عرفت باسم «الحركة الفرائضية» ، لأنه ركز كثيراً على أداء فرائض الإسلام، وأمر بالقضاء على ما يسمى بالشيخ والمريد، ورأى أن تكون العلاقة في مثل هذه الحالة كالعلاقة بين الأستاذ والتلميذ، وقد وجدت لحركته قبولاً بين الناس وبدأت تتسع، وتتخذ طابعاً اجتماعياً وسياسياً، فقد أوجدت تعاليم الإسلام الداعية إلى المساواة والأخوة والجرأة والشجاعة صدى في نفوس المزارعين البنغاليين، في وقت أعلن فيه حاجي شريعة اللّٰه أن الهند دار حرب، وأن بها حكومة تقوم بإيقاع الظلم بالمسلمين ولهذا لا يجوز صلاة العيدين والجمعة هنا 3، وذكرت
وثائق شركة الهند الشرقية أن الهندوس والإنجليز كانوا يشعرون بالرعب من أتباع الحركة الفرائضية.
وفي سنة 1831م اتخذ الصراع شكلاً منظماً، مما دفع الحكومة إلى القبض على عدد كبير من أتباع الجماعة، ووجهت التهمة إلى حاجي شريعت اللّٰه لكن صدر الحكم ببراءته، بعدها فضل الشيخ الانزواء في قريته والاستمرار في عملية الدعوة والتبليغ إلى أن توفي سنة 1840م عن عمر يناهز التاسعة والخمسين 4.
تولى قيادة الحركة من بعده ابنه محمد محسن أو محسن الدين أحمد الذي اشتهر باسم دودهو ميان، ورغم أنه كان في العشرين أو الثانية والعشرين من عمره إلا أنه حقق مكانة بين أتباع الحركة بسرعة،