263
والعلوم الإسلامية الأخرى التي كانت تدرس في الحرمين الشريفين، وبرع في العربية وعلومها، وأنه درس على يد مولانا مراد البنغالي لمدة سنتين ثم بقي بعد ذلك تحت إشراف طاهر سنبل، أستاذ الحنفية، ومن أتباع الطريقة القادرية.
قبل عودته إلى موطنه زار القاهرة، حيث قضى هناك سنتين يدرس العلوم الإسلامية في جامعة الأزهر، ثم عاد إلى مسقط رأسه «فريد بور» سنة 1818م، بينما تذكر دائرة المعارف الإسلامية أنه عاد سنة 1820م.
وهكذا قضى شبابه والجزء المؤثر من حياته في مكة والمدينة مهد الإسلام ومركز الإسلام، . . . وحين رجع إلى موطنه نال شهرة كبيرة كعالم وتقي، ويحكى أنه تعرّض مرة لقطاع الطرق الذين سلبوه كل شيء بما في ذلك بعض الأشياء التي حملها معه من مكة، وكانت عزيزة عليه، ومنها كتب ورسائل مهمة، إلا أن سلوكه الطيب جعل قطاع الطرق يتأثرون به، فيتوبون، ويتبعونه في عمل الخير.
وقد بدأ حاجي شريعت اللّٰه بالتدريس وبالنصح والإرشاد في قرى بلاده في صمت لعدة سنوات، في فترة كان المزارعون المسلمون يعانون من سطوة ملاك الأراضي، والتجار الهندوس والإنجليز، كما لم يكن لهم نصيب من تعاليم الإسلام الصحيحة، فقد خلطوا دينهم الإسلامي بخرافات الهندوسية وبدعها، بحيث يصعب التمييز بين المسلم والهندوسي، فقام حاجي شريعت اللّٰه بإيضاح مبادىء الإسلام الصحيحة لهم، وبين لهم ما دخل الإسلام من شوائب وعقائد غير صحيحة، وبين لهم أن سوء حالهم إنما هو بسبب بعدهم عن التعاليم الصحيحة للإسلام.
لم تلق دعوته في البداية أذناً صاغية، فلم يكن من السهل على هؤلاء الناس ترك تلك التقاليد التي تغلغلت في نفوسهم منذ قرون، فقد كانوا يظنون أنها تقاليد الإسلام وتعاليمه ولهذا خالفوه مخالفة شديدة، وتعرض الرجل للسب والشتم 1،