266
شاه عبد العزيز المحدث المشهور في دهلي، ثم أرسله شاه عبد العزيز إلى أخيه شاه عبد القادر 1.
نظراً لسيطرة الإفرنج على الطرق البحرية أفتى بعض علماء الهند بسقوط فريضة الحج، لكن علماء الحق عارضوا الفتوى، وهكذا أعد سيد أحمد شهيد العدة مع أربعمائة من رفاقه للسفر إلى مكة، في شوال 1236ه/ يوليو 1821م وقد انضم إليه عدد كبير، ووصل عدد القافلة نحو 700 حاج، وقد كتب رسائل إلى جماعته في دهلي، وسهارنبور وغيرها، جاء فيها: (نحن ذاهبون لأداء فريضة الحج، فعلى من ينوي الحج أن يرافقنا، لكن ليعلم الجميع أننا لا نملك مالاً ولا متاعاً، لكننا متوكلون على اللّٰه وحده، نعتمد على اللّٰه، وعلى جهدنا وما نكسب من عمل نؤجر عليه، أما النساء والضعفاء فيكفلهم القادرون منا» .
بدأت الرحلة إلى مكة من كلكتا، ومنها إلى بومباي، وصولاً إلى جدة.
وكان سيد أحمد شهيد يفكر في الهجرة من الهند «دار الحرب» والذهاب إلى مكة المكرمة والبقاء في الحرمين الشريفين دون عودة، إلا أنه فكر في الواجب المقدس، وهو رفع كلمة اللّٰه، وتطبيق السنة النبوية والقضاء على البدعة وأنواع الشرك المختلفة.
ويرى معظم الباحثين أن سيد أحمد شهيد قد طور اتجاهه غير السياسي أو المفهوم غير السياسي للجهاد حين كان في مكة يؤدي فريضة الحج.
فقد تشجع من خلال النجاح المشهود المتمثل في اصطحاب مئات الناس إلى الحج، فعرض عليهم الجهاد مثلما عرض عليهم الحج من زاوية دينية خالصة، مؤكداً على الاعتماد الكامل على اللّٰه.
والحقيقة أن سيد أحمد شهيد كان قد بدأ ما أطلق عليه البعض «الطريقة المحمدية» وذلك سنة 1818م من دهلي، بمباركة شاه عبد العزيز، وكانت بدايتها عملية إصلاح