260
ووصل إلى مكة المكرمة، وهنا أخذ يزور الحجاج ويبعث العلماء فيهم، وهكذا أسست جماعات التبليغ، وأقيمت حلقات في الحرمين الشريفين.
وقد قدم للحج ثلاث مرات، قدم مع والده سنة 1356 هجرية، ومع الشيخ حسين أحمد مدني سنة 1374 هجرية، وجاء قبل وفاته بعام سنة 1383 هجرية (1964م) حين ورد إلى مكة مع جماعة كبيرة، وطاف مكة المكرمة وما حولها من قرى، وقد نفخ في عبادة الحج روحاً جديدة، وجعلها وسيلة الدعوة والتبليغ، وعقد اجتماعات كبرى حاشدة بين الناس.
وكان يرى أن المحاضرات ودراسة الكتب لا تكفيان وحدهما إذ لابد من تغيير الباطن وتزكية الأخلاق والأعمال.
من مؤلفاته: حياة الصحابة، وقد طبع في بيروت، دار صعب، وهو يدل على مقدار تبحره في السيرة النبوية وأحوال الصحابة، وهو ذخيرة نادرة 1.
قطب الدين النهروالي:
سبقت الإشارة إليه من قبل، ونذكره هنا رغم تقدمه على من ذكرنا تاريخياً، وهو المفتي قطب الدين محمد بن رحمة النهروالي، ولد سنة 917ه / 1512م في لاهور، إلا أن أجداده كانوا من مركز «نهرواله» بمحافظة الگجرات، ولهذا يقال له: «النهروالي» نسبة إلى موطن أجداده، وكان قد قدم إلى مكة المكرمة مع والده وهو طفل، فتتلمذ على يد العلماء المشهورين في مكة آنذاك، ونال من المعارف والعلوم أكثرها، وبرع في الأدب العربي والحديث والفقه والتفسير والتاريخ والبلاغة، ودليل ذلك كتابه البرق اليماني في فتح العثماني، عينه السلطان العثماني ناظراً لشعبة الأمور الدينية في مكة المكرمة، ثم صار مفتياً للبلد الحرام ومدرساً للمدرسة السليمانية، وقد توفي في ربيع الثاني 990ه/ 1582م وكان قد أكمل كتابه تاريخ مكة سنة 985 هجرية كما ذكرنا من قبل 2.