259
السياسي إلى أن وافته المنية سنة 1944م، ودفن في خان بور بالبنجاب.
ويذكر أنه في مكة المكرمة قام بالإشراف على طباعة كتاب شاه ولي اللّٰه «المستوي من أحاديث الموطأ» ، وفي مكة المكرمة أيضاً قام بكتابة التفسير الذي أملاه عليه العالم الروسي التركي اللاجىء إلى مكة موسى جار اللّٰه (1870م - 1949م) وهو تفسير القرآن، باللغة العربية، فقد كتب عبد اللّٰه السندي:
«ما كان يقوله بالعربية، كنت أقوم بكتابته، فقمت بكتابة ألف وأربعمائة صفحة في مائة وخمسين يوماً» 1.
ومن مؤلفات عبد اللّٰه السندي العربية: التمهيد لأئمة التجويد، وهو يتضمن أقوال شاه ولي اللّٰه الدهلوي وأولاده وأحفاده من بعده 2.
محمد يوسف الكاندهلوي في مكة:
هذا عالم آخر يدعى الشيخ محمد يوسف بن الشيخ محمد إلياس، ولد في دهلي في جمادي سنة 1335ه. مارس 1917م، وهو ينسب إلى «كانده» التي تقع في غربي الولاية الشمالية بمديرية مظفر آباد بالهند، حفظ القرآن وهو في العاشرة من عمره، وأتم دراسة الحديث في مدرسة مظاهر العلوم بسهارنبور.
استخلف الشيخ محمد إلياس ولده الشيخ محمد يوسف وفوض إليه أمر الدعوة والتبليغ في رجب 1362 هجرية، والشيخ محمد إلياس هو مؤسس جماعة التبليغ، وقد حرص الشيخ محمد يوسف على أن يرى عمل الدعوة والتبليغ ينتشر في مهد الإسلام، مكة المكرمة، وينال من أهلها إقبالاً وعنايةً، وكان يرى أن هذه الدعوة إذا تأصلت جذورها في هذه الأرض المقدسة، تستطيع أن تنتشر في العالم كله عن طريق المسلمين الذين يجتمعون فيها من جميع أنحاء العالم، لتأدية فريضة الحج كل عام، ولهذا هاجر إلى مكة وبدأ عمله في الحجاج القادمين إلى مكة من بومباي وكراتشي، حيث رافقهم،