251
رمضان سنة ثلاث عشرة وثمانمائة، ولم تنقض هذه السنة حتى فرغ من عمارة سفلها وغالب علوها، وكملت عمارتها في النصف الأول من سنة أربع عشرة وثمانمائة، وفي جمادي الآخرة منها ابتدأ فيها التدريس في المذاهب الأربعة، وكان وقفها في الحرم من هذه
كان بين الهند وأرض الحرمين علاقات خاصة ومتميزة، فقد كانت قلوب أهل الهند - حكاماً ومحكومين - تتوق إلى أرض الحرمين، كما كانوا يأملون في نيل الثواب من اللّٰه بإكرامهم للمدينة المقدسة وأهلها
السنة، وكان شراء الوقف و موضع المدرسة باثني عشر ألف مثقال ذهباً، وكان المتولي لشراء هذا الوقف والمدرسة خادم السلطان المذكور برقوق الحبشي، وهو الذي تولى تفرقة صدقة السلطان بمكة في سنة ثلاث عشرة و ثمائمائة، ووقف المذكور على مصالح مكة داراً مقابلة لها اشتراها بخمسمائة مثقال وعمّرها في سنة أربع عشرة. . .» 1.
وتذكر المصادر التاريخية (غلام علي آزاد بلكرامي في خزانه عامره) أن السلطان أرسل مع ياقوت المذكور ثلاثين ألف مثقال ذهباً لإصلاح مجرى مياه «عرفة» ، وتسلم شريف مكة حسين بن عجلان المبلغ، لكنه استخدمه في إصلاح نهر آخر (نهر بازان) وخزانين للمياه في مكة.
السلطان محمود شاه الگجراتي:
يعد السلطان محمود شاه، الذي تولى الحكم سنة 863ه - 1458م وحكم خمسة وخمسين عاماً، من أشهر حكام الأسرة الحاكمة في الگجرات 2، كان مسلماً ورعاً، أقام
صناعات كثيرة وازدهرت البلاد في عهده، قدم عليه أبوالقاسم بن أحمد المكي المعروف بابن فهد ومعه فتح الباري بخط أبيه وعمه، وقدّمه إليه فأكرمه 3، وكان بينه وبين السلطان
قانصوه الغوري علاقات سياسية وعسكرية، وقد تولى من بعده ابنه مظفر الحليم الگجراتي، وكان من حفظة القرآن ومن المحدثين الفقهاء