250
(2) أثر مكة المكرمة على سلاطين شبه القارة وعلمائها:
غياث الدين أعظم شاه البنغالي:
كان بين الهند وأرض الحرمين علاقات خاصة ومتميزة، فقد كانت قلوب أهل الهند - حكاماً ومحكومين - تتوق إلى أرض الحرمين، كما كانوا يأملون في نيل الثواب من اللّٰه بإكرامهم للمدينة المقدسة وأهلها، فها هو غياث الدين أعظم شاه، وهو من أعظم سلاطين ألياس شاه في البنغال وأشهرهم 1يرسل الهبات والهدايا إلى
مكة المكرمة والمدينة المنورة، وأهم من هذه الهبات والهدايا إرساله بمال لعمارة مدرستين: مدرسة بمكة ومدرسة بالمدينة وشراء عقار يوقف عليهما، وقد ذكر ذلك كثير من المؤرخين، وعلى رأسهم قطب الدين النهروالي (الذي سنذكره فيما بعد) في كتابه تاريخ مكة الذي سماه: الإعلام بأعلام بيت الحرام، لكنه اشتهر باسم تاريخ قطبي أو تاريخ مكة 2.
ومما ورد في تاريخ مكة: أن السلطان غياث الدين أعظم شاه قام بتأسيس مدرسة في مكة المكرمة وأقام رباطاً للمسافرين، كما جعل هناك وقفاً لأعمال الخير والرعاية 3
وقد ذكر علي آزاد بلكرامي أيضاً - نقلاً عن تاريخ مكة - في كتابه (خزانة عامرة) المدرسة التي أقامها السلطان غياث الدين ولخص العبارة الأصلية هكذا:
«أقام المدرسة واشترى الأملاك غير المنقولة في وادي مُر مع أحد الأنهار والممتلكات وجعلها وقفاً على المدرسة» .
أما قاضي القضاة تقي الدين الفاسي (متوفى 832 ه / 1428م) في كتابه شفاء الغرام في أخبار البلد الحرام، فقد ذكر السلطان غياث الدين أيضاً 4.
وعلى كل حال، «كان ابتداء عمارة المدرسة بمكة المكرمة في شهر