205
الدليل على المقصود، و لم يأت بالشاهد على المشهود: «قولٌ و لا معنى، اسمعُ جَعْجَعةً و لا أرى طحناً» .
و نقول:
مَنْ وُضِع في غير مرتبته، و أنزل عن عظيم منزلته، و ربى عليه مَنْ هو دونه في المنزلة أو ساواه، و بمجرّد دعواه ناواه: «واعجباً كيف جَرَتْ على الآساد في آجامها الأرانب؟ ! باللّٰه لقد ذلّ من بالتْ عليه الثعالب، و لقد زاحمتِ الحملان القُرَّح في المرعى، و استنَّتِ الفِصال حتّى القرعى» .
كما يتمثّل المُعظِّم مُزِيلاً للأمر الملتبس: «لقد هَزلتْ حتّى بدى من هزالها كلاها، و حتّى استامها كلّ مفلّس، و لكن إليك عنّي أيّها الناظر بعين الحسد، أنتِ لا تزالِ في كَمَد، هل رأيتِ أو سمعتِ بمحدّثٍ أديبٍ بتعريف هذا الجمع انفرد؟ و هل استشعر شاعرٌ فورد من موارد الصفا و العذيب ما ورد؟ فأقسم بمن خلق الإنسان في كبد، لقد قال عَليَّ على لسان هذا البلد، و هذا البلد ما يسمعه من أحدٍ، كأن لم يكن بين العُذيب إلى الصفا أديبٌ، و لم يشعر بمكّة شاعرٌ، فيا أيّها الاُدباء، الزموا