198
ناسياً، و يحكِ أتُسدّدين إليَّ سهاماً أنا لكِ رشَّتها، و تُرسِلين إليّ مِن افتخارك صباباً أنا الذي احترشتها، أظننتِ أنّكِ مثلي، أو أنّ كلامك يدخلُ اُذني، أو يقبله عقلي؟ أما عرفتِ مِنْ لفظي فضلي، أما تحقّقتِ أنّ ابنا لبونك لا يستطيعون صولة بزلي، فهل لعقدكِ نحرٌ كنحري؟ ! أم قد غرقتْ سفينتكِ في لجِّ بحري؟ ! أما تخشين أن تحترقي إذا دنوتِ من تلك الجمرات؟ أما في قلبكِ مِنْ محُسّر حَسَرات؟
بلىٰ واللّٰه، و تذهِبَ عنك أنصاركِ، و يفترق الجمعُ حتّى قابلتكِ من مفردي بجمعٍ؛ فلو شاهدتِ من عرفة لعرفتِ مِنْ قدرك، و ظفرتِ ما عَظّمتِ مِنْ أمركِ، أتراكِ إذا خطرتِ بوادي الأراك، يخطُر ببالكِ أم ما ثَمّ سواك؟ ! و إنْ ذُكر نعمان هَل منعمٌ مالىء واديكِ، بل إذا اُعيدَ حديث حُنينٍ سَكَن حنين نياق ناديكِ، فكم مخالفٍ لهواه ولي مخالِف، و كم مِنْ واقفٍ ببابي و عاكف، و كم مِنْ طائِفٍ بي و معتمر، فمرحبا بطوافٍ بفنائي، . . . أما عَلمتِ أنّ مِنْ صرف شراب المحبّة مشروبي؟ أما عرفتِ أنّه لا يزال معي محبوبي؟ أما كلّ من أتاني و قلبه سَليمٌ، يروح و هو من الوجد بي سليم، فأُقسِمُ من نجوم مياهي بالزّاهر، و مِنْ جيادها في مصاف مصافها بالسّابق الماهر، لئن لم تُكَفْكِفي عنّي غَرْب سوانيك 1، و تُثني عِنان ثنائِك على