197
القدر، و لا رفعتِ منّي بذلك مِنَ القَدْر، لا يَشكُر اللّٰه مَنْ لا يشكر النَاسا، و لكن:
مَنْ يفعل الخير يُعدم مجازيه 1
لا يذهبُ العُرف بين اللّٰه و النّاس
و أمّا قولكِ: بأنّكِ خصصتِ مِنَ الإقامة بالأكثر، و خصصتُ بالدّون؛ فذهلتُ عن المعنى، و أنّ يوماً عند ربّك كألف سنةٍ ممّا تعدّون، بل أقول لك:
اعكسي تُصيبي، فنصيبُكِ مِنْ ذلك كعُشرِ معشار نصيبي ، فإنّه صلّى اللّٰه عليه وآله و سلّم حيٌّ بمثواه، و لكنّه آوى إلى اللّٰه فآواه اللّٰه، و متى يطلَع بدري مِنْ ثنيّات الوداع، لم يطلع لكِ معي نجمٌ، أوْ تبسّمتْ ثنايا ثغور آكامي، بكتْ جفون تِلالكِ و كُداكِ، و لم يبق لجسمها حجم، أو استمعتْ شياطينُ حرابتكِ السَّمع من سماء سموّى، قابَلَتها ملائكة السّكينة مِنْ سُكّاني بالرّجم.
فإنْ فخرتِ بوادي إبراهيم، ففي كلّ وادٍ من أوديتي قلبُ المحبّ يهيم.
و إنْ كان حَرّاء عندك جسمه و قلبه؛ فأُحدٌ جبلٌ يُحبّنا و نحبّه.
و أين العقيقُ من البطحاء، و الدُّرّ من الحَصْباء؟ ! بل أين الهباء من البهاء؟ ! و مع ذلك فلي فضلٌ سوى ما ذكرتِ، و شرفٌ غير ما إليه أشرت، و هو ما يبدو بأرجائي من الأنوار، و يظهر من معروفي جَلي التجلّيات، و سرّي الأسرار، و يكفيك من عِظَم خَطَري، و سعادة جدّي، أنّ البركة موجودة متحقّقة في صاعي و مُدّي، فهل لكِ هذه المنقبة، أم هل وصلتِ إلى هذه المرتبة؟ !
* فلمّا سَمِعَتْ مكّة هذا القول، قالت:
اللّهم إنّي أبرأُ إليك من القوّة و الحول، و أستمدُّ منك الفضل و الطّول، لقد آلتْ هذه الفريضة إلى العول، ثمّ التفتتَ إلى صاحبتها التفاتَ الأسد الخادِر، و أتتْ مِنْ مفاخرها بالأوّل و الآخر، و قالت:
الآن حَمَى الوطيس، و زال التَّدليس والتلبيس، أذكرتني الطَّعن و كنتُ