187
زوال الدنيا وقيام الآخرة! لكن في لحظةٍ من الّلحظات، وبقدرة القادر المتعال، يخرج الحَكَم العدل، فيهدّؤ روعهما ويسكّن فورتهما، ويعطي لكلّ منهما السَّبق والفضل والقدم، دون أنْ ينقص من الاُخرى شيئاً، وترضى كلّ واحدة منهما بما قسّم اللّٰه لها وقدّر، فيعود الوئام والسلام، وتتوادع المدينتان، وتعود كلّ واحدة منهما إلى موضعها بسلام وأمان، لتبقيا قبلة للطائفين والزائرين أعواماً وأعواماً، إلى أنْ يرث اللّٰهُ الأرضَ ومَنْ عليها من الأنام.
وتعدّ مجموعتنا من هذا النمط من الرسائل، وهذه المجموعة المودعة في خزانة (كتابخانه مجلس شوراى اسلامى) برقم 4559 (فهرست كتابهاى خطى كتابخانۀ مجلس شوراى اسلامى ج12/ص 246) من ورق 150 ب إلى 156ب، تحتوي على رسالتين وقصيدة، واليك مواصفاتها:
1 -
الرسالة الأولى: وهي المسماة ب (المرور بين العلمين إلى مفاخرة الحرمين) .
2 -
الرسالة الثانية: وهي أيضاً في المفاخرة بين الحرمين الشريفين، أنشأها سراج الدين عمر بن رسلان البُلْقِيني، ولم يسمّها المصنف باسم خاص بها.
3 -
قصيدة طويلة من 34 بيتاً، أنشدها ابن الخطيب الإربلي تعليقاً على الرسالة الأولى سنة 766 هجريّة.
أما الرسالة الأولى، فإنّ كاتبها هو عليّ بن يوسف بن الحسن الزرندي الأنصاري المدني، وقد ترجمه ابن حَجَر في «الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة»
3: 216، بقوله: «عليّ بن عزّ الدين يوسف بن الحسن بن محمد بن محمود بن عبداللّٰه الأنصاري الزرندي، ثم المدني الحنفي، نور الدين أبو الحسن ابن أبي المظفر بن الزرندي. ولد سنة عشر أو قبلها وقيّده بعضهم سنة ثمانٍ (أي ثمانٍ وسبعمائة) ، وسمع من إسماعيل التفليسي، ومن ابن شاهد الجيّش، وكان قد حفظ ربع الوجيز في الفقه على مذهب الإمام الشافعي، ثم تحوّل حنفيّاً وتفقه على مذهب الحنفيّة، ونظر في الآداب، وشارك في الفضائل، وطلب الحديث، وسمع