188
بدمشق والقاهرة وبغداد، ودخل خوارزم وغيرها، وشارك في الفضائل، وولي قضاء المدينة والتدريس بها والحِسْبة في سنة 766ه، وهو أول قضاة الحنفيّة بالمدينة. . .
قال ابن حبيب: وله مقامة بديعة في المفاخرة بين مكّة والمدينة. ومات بالمدينة في سابع أو ثامن ذي الحجّة سنة 772ه» .
أمّا كاتب الرسالة الثانية، فهو سراج الدين البُلْقِيني، من أعلام القرن الثامن، حيث جاء وصفه في بداية الرسالة بأنّه: «شيخ الاسلام، عَلَم العلماء، لسان المتكلمين، سيّد النظر»
، ولم أعثر على ترجمته في المصادر المتيسّرة، سوى ما ذكره ابن حَجَر في «الدُّرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة»
4: 223، في سياق ترجمته لابنه، حيث قال:
«محمّد بن عُمر بن رسلان بن نصير بن صالح البُلْقِيني، بدر الدين بن شيخنا سراج الدين. . .» ، حيث يستفاد منها أن سراج الدين كان من مشايخ ابن حَجَر العسقلاني، وجاء في سياق الترجمة أنّ عمر بن رسلان وَلي قضاء الشام سنة 769ه، وقضاء العسكر قبل سنة 789ه، وأنّ ولده محمد بن عمر توفي قبله بأربعة عشرة سنة، أمّا الوالد فقد مات سنة 805ه.
أمّا ناظم القصيدة، وهو المكنّى في بداية القصيدة بابن الخطيب الإربلي، حيث نظم القصيدة سنة 776 للهجرة، فلم أجد له ذكراً في المراجع المتيسّرة، وقد وصفه كاتب النسخة بقوله: «الإمام العلّامة الهمام، مقتدى أكابر الأنام، علّامة أئمة العلّام، ناظم جواهر البلاغة في بساط أساليبها، وناثر أزاهر البراعة على بساط تراكيبها، مُظهر أسرار المعاني من صفاء معادنها، ومُبدر أقمار البيان في سماء محاسنها، بدر الملّة والدنيا والدين، شمس الإسلام ونجم المسلمين» .
وبين يدي القارئ نقدّم هذه المجموعة ضمن الترتيب التالي: