157
فهو واللّٰه ممّا نحبّ، وممّا أكرمنا اللّٰه به وهدانا له.
فما كان من عبداللّٰه بن أبي حيث رأى - بعد مقالة عبد اللّٰه بن رواحة - من خلاف قومه ما رأى، إلّاأن أنشد قائلاً:
متى ما يكُن مولاك خصمُك لا تزل
* * *
وكان عبد اللّٰه بن رواحة ممّن شهدوا معركة بدر، وهو من الفتية من الأنصار وهم: عوف ومعوّذ بن الحارث وأمّهما عفراء، وعبداللّٰه بن رواحة خرجوا لمقاتلة عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة من رجال قريش المشركين الذين دعوا المسلمين إلى المبارزة في أول وقعة بدر الكبرى، فقالوا: من أنتم؟
فقالوا: رهط من الأنصار.
قالوا: ما لنا بكم من حاجة.
وكان عبد اللّٰه بن رواحة ممّن شهدوا معركة بدر، وهو من الفتية من الأنصار
ثم نادى مُناديهم: يا محمد، أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا.
وكأنهم لم يروا في فتية الأنصار أكفاء لهم.
فقال صلى الله عليه و آله: قم يا عبيدة بن الحارث!
وقم يا حمزة!
وقم يا عليّ!
فلما قاموا ودنوا منهم، قالوا: نعم، أكفاء كرام، فبارز عبيدة - وكان أسنّ القوم - عتبة بن ربيعة، وبارز حمزة شيبة بن ربيعة، وبارز علي الوليد بن عتبة. فأما حمزة فلم يمهل شيبة أن قتله، وأمّا علي فلم