158
يمهل الوليد أن قتله، واختلف عبيدة وعتبة بينهما ضربتين، كلاهما أثبت صاحبه، وكرّ حمزة وعلي بأسيافهما على عتبة فذفّقا عليه أي أسرعا قتله. واحتملا صاحبهما فحازاه الى أصحابه.
وفي رواية أنّ عتبة بن ربيعة قال للفتية من الأنصار وكان منهم - كما قلنا - ابن رواحة حين انتسبوا: أكفاء كرام، إنما نريد قومنا 1. ثم خاض الجميع معركة بدر
وحققوا نصراً عظيماً.
وشهد - بعد ذلك - معارك الإسلام الأخرى، معركة أحد ومعركة الخندق ويوم الحديبية وخيبر مقاتلاً عنيداً، وشهد مؤتة في غزوة الأمراء أميراً ثمّ شهيداً.
وكان هذا الصحابي الجليل - إضافةً إلىٰ كونه شاعراً بارزاً - كان كاتباً، فهو من القلّة الذين يجيدون الكتابة في الجاهلية حيث كانت الكتابة في العرب قليلاً.
رحم اللّٰه ابن رواحة، كان أينما أدركته الصلاة أناخ
وقد كلّفه رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله بمسؤوليات عديدة، منها أنّه قدّمه في بدر يبشّر أهل العالية بما فتح اللّٰه عليه، والعالية: بنو عمرو بن عوف وخطمة ووائل.
واستخلفه رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله على المدينة حين خرج إلى غزوة بدر الوعد.
وبعثه رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله سريّة في ثلاثين راكباً إلى أسير بن زارم اليهودي بخيبر فقتله، ثمّ بعثه الى خيبر خارصاً كما يأتينا.
وممّا قاله رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله فيه:
رحم اللّٰه ابن رواحة، كان أينما أدركته الصلاة أناخ.
إنّه سيلقى حجّته، فعن أنس أنّه قال:
كنا مع رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله في سفر فأصابنا مطر ورِداغ
[
والردغ والردَغة والردّغة: الماء والطين والوحل الكثير الشديد، والجمع، رِداغ وردغ. أنظر