159
اللسان: ردغ
] .
فأمرنا رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله أن نصلي على ظهور رواحلنا.
قال: ففعلنا، ونزل ابن رواحة فصلى في الأرض.
قال: فسعى به رجل من القوم فقال: يا رسول اللّٰه أمرت الناس يصلّون على ظهور رواحلهم ففعلوا، ونزل ابن رواحة فصلى في الأرض.
قال: فبعث إليه فقال: ليأتينكم وقد لقي حجّته.
قال: فأتاه، فقال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله: يابن رواحة، أمرتُ الناس أن يصلّوا على ظهور رواحلهم، نزلت وصليت في الأرض!
قال: فقال: يا رسول اللّٰه؛ لأنّك تسعى في رقبة قد فكّها اللّٰه، وإنما أنا نزلت لأسعى في رقبة لم تفكّ.
فقال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله: ألم أقل لكم إنّه سيلقى حجّته؟ !
وفي رواية أخرى أنّ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله خرج في سريّة، فأدركته الصلاة وهو على ظهر، فصلّى رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله علىٰ ظهر، ونزل ابن رواحة فصلّىٰ بالأرض، ثمّ أتىٰ النبيّ صلى الله عليه و آله، فقال النبيّ صلى الله عليه و آله: يابن رواحة، أرغبت عن صلاتي؟ !
قال: لستُ مثلك، إنّك تسعى في عِتقٍ ونحن نسعى في رقّ، فلم يَعِبْ عليه ما صنع.
وقد فرّق أو ميّز رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله في هذا بين ابن رواحة ورجل آخر، حين خرج رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله في سرية فصلّى بأصحابه على ظهر، فاقتحم رجل من الناس فصلى على الأرض، فقال: خالف خالف اللّٰه به، فما مات حتى خرج من الإسلام.
وفرق كبير بين هذا وذاك، فذاك رجل اختبر رسول اللّٰه - كما يبدو - إيمانه وإخلاصه. . . فيما ظهر نفاق هذا وبعده عن الإيمان.