145
زيارة مكة المكرمة للمرة الثانية ولكنه توفي على الطريق، وتقول التقارير البريطانية: إن وفاته كانت بسبب مرض الديزنتاريا. في حين أن التقارير الفرنسية تؤكد بأنه قتل مسموماً من قبل البريطانيين.
بقي أن نشير إلى أن رحلات علي بك قد طبعت بالإنجليزية عام 1816م، تحت عنوان «رحلات علي بك في المغرب وطرابلس وقبرص ومصر والجزيرة العربية وسوريا وتركيا 1803-1807م» ، وأعيد طبعها في لندن عام 1993م.
أما الرحالة الثاني الذي قام بمهمّة مشابهة، فهو الألماني أولريخ سيتزن.
غير أن المعلومات عنه موجزة جداً. ولد عام 1767م، ونجهل الكثير عن نشأته وحياته، وكل ما نعرفه أنه قضى عشرين سنة يدرس ويتأهّب لرحلته إلى الشرق. فجاء إلى سوريا سنة 1805م وأقام فيها بضع سنين، وكتب في رحلته كتاباً قيّماً باللغة الألمانية قبل أن يعلن إسلامه ويتوجه إلى أداء فريضة الحج.
فسافر إلى الحجاز، في زيّ درويش اسمه «الحاج موسى» ، ودخل مكة حاجاً سنة 1810م.
وزار الحجاز عدد آخر من الأوروبيين الرحالة بعد ذلك. وقد كانت حملة الخديوي محمد علي باشا على الحجاز، سبباً في دخول عدد من الأوروبيين مع الجيوش المصرية إلى الأراضي المقدّسة وزيارتهم مكة والمدينة، ومنهم السويسري بيركهارت، والإيطالي فيناتي، والجندي الأسكتلندي توماس.
أما فيناتي، فهو رجل من أهالي فيرارا في إيطاليا، وقد قدّر له بعد مغامرات عدة، أن يحجّ إلى مكة المكرّمة في 1814م، وقد اتخذ محمداً اسماً. كل مالدينا من معلومات عنه، أنه سيق إلى الجندية في بلدته سنة 1805م. ففرّ منها إلى ألبانيا، وعمل عند أحد الباشوات الأتراك فيها، واعتنق الإسلام.