36الحقيقة كما هي
الحقيقة كما هي
جعفر الهادي
الحاجةُ إلى التعارف
و جعلناكُم شُعوباً وقبائل لتعارفوا
جاء الإسلامُ والشعوبُ متفرّقةٌ متناكرة، بل ومتصارعة متناحرة، ولكن سرعانَ ما حلَّ التعارفُ محلّ التناكر، والتعاونُ محلّ التخاصم، والتواصل محلّ التدابر، بفضل تعاليم الإسلام التوحيديّة، فكانت المحصَّلة أن ظَهرتْ إلى الوجود تلك الأُمّة الواحدةُ العظيمة التي قدّمت ذلك العطاء الحضاريّ العظيم، كما وحَمَت شعوبها من كلّ غاشم وظالم وصارت تلك الأُمّة المحترَمةُ بين شعوبِ العالَم وتلك الكتلة المُهابة في عيون الطغاة والجبّارين.
ولم يكن ليتحقّق ذلك - كلُّه - إلّابسبب وحدتها، وتواصُل شعوبها الذي حصلتْ عليه تحت مظلّةِ الإسلام، رغم تنوُّعِ الأجناس، واختلافِ الاجتهادات، وتعدّدِ الثقافات وتباين الأعرافِ والتقاليد، إذ كان يكفي الاتفاقُ في الأصول والأسس، والفرائض والواجبات، فالوحدةُ قوّة، والفُرقة ضَعفٌ.