25ويصدقها الحسّ والوجدان.
الخامس: ممّا صرّحت به العلماء ممّن يذكر قبلة هذه البلدان: «أنّ معرفتها إنّما هو بالقواعد الهندسيّة ودلالتها على ما نقول، فيحصل إجماع اتّفاقي على ذلك» .
انتهى قلمه ثبتت قدمه 1.
ذكر أيّده اللّٰه هذه الوجوه الخمسة وجعلها أدلّة على ما ادّعاه من اتضاح كون قبلة الاحساء ليست على مغرب الاعتدال، الثابت ذلك بالقواعد الهندسية والحسّ الذي لا يخفى، مع أنّ ما ذكره بعد التأمّل ليست خمسة وجوه، بل ولا أربعة لتداخلها. يظهر ذلك لمن له أدنى معرفة بالكلام والمحاورات 2.
ثمّ إن كان ما ادّعاه من عدم كون قبلة الأحساء إلى مغرب الاعتدال يشهد به الحسّ الذي لا يخفى، والوجدان يصدقه، وأنّه لا يخفى على سائر الناس، فضلاً عن العلماء، فما الموجب إلى استناده في هذه الدعوى إلى القواعد المستخرجة من الهندسة والهيئة والاصطرلاب والحساب والزيجات وقطب النّامات والتقويمات؟ ! على أنّه ذكر هذه الوجوه الخمسة في بيان اتّضاحه بالحسّ كما تقدّمت الحكاية عنه.
هذا، والقواعد الهندسيّة المستند إليها إمّا أن توافق القواعد الشرعية أو لا، فإن لم توافقها لا يجوز التعويل عليها، وإن وافقتها ولم يخالف الأخذ بها ما عليه المسلمون في جميع البلدان في كلّ عصر وأوان وجب العمل بها؛ لاعتضادها بالقواعد الشرعية، وموافقتها لها مع مخالفتها لما عليه بلدان الإسلام من سابق الأزمان مع وجود العلماء والفضلاء والمجتهدين فيها دعوى من غير دليل، إذ