24وأُوال زيادة على مكّة في الطول والعرض، فتكون عن مكّة شرقية شمالية، فيكون انحرافها عن المغرب بحسب الزيادة على مكّة شرّفها اللّٰه تعالى.
الثاني: إنّ البلاد التي لا يُعدم فيها الظلّ تكون شمالاً عن التي يُعدم فيها بلا خلاف، ومكّة يُعدم فيها الظلّ في يومين فلا تكون قبلة الأحساء مغرب الاعتدال.
الثالث: كلّ بلد طوله أكثر من مكّة فهو شرقي مكّة، وقبلة أهله إجمالاً من جهة المغرب، ثمّ إن ساوى مكّة لم يحتج أهلها إلى الانحراف، وإن زاد عرضاً احتاجت إلى الانحراف عن نقطة الغرب.
ثمّ ادُّعي اتّفاق العقلاء على أنّ ما لا يُعدم فيه الظلّ - كهذه البلدان - يكون شرقياً شمالياً عن مكّة والمدينة؛ لأنّ المدينة يُعدم فيها الظلّ يوماً آخر الجوزاء، فعرضها تمام الميل الكلّي، وطولها خمسة وسبعون درجة وثلاثون دقيقة، وانحرافها - كما رسمت - سبعة عشر درجة وعشر دقائق، فهي غرب شمال عن مكّة. وذكر أنّ القوافل لا تسير إلى مكّة على نقطة المغرب إذا لم يعرض مانع في السير، وأنّ القاصدين إلى هذه البلدان من مكّة لا يسيرون على مشرق الاعتدال، وكلّ ذلك دليل على أنّ قبلة الاحساء ليست على غرب الاعتدال، كما لا يخفى على سائر الناس فضلاً عن العلماء.
الرابع: إنّي اختبرت من بعض القواعد التي ذكرها بهاء الدِّين في آخر كتابه المسمّى: تشريح الأفلاك في الهيئة لاستخراج القبلة ومعرفتها، فإنّها تجري في أطرافنا، وقد اختبرت بها قبلتها، فوجدت فيها الانحراف جزماً إلّاأنّه أقلّ ممّا في البحار 1، وما نقل عن الاصطرلاب وعليه اعتمدت وهي من القواعد الهندسية،