23مع انطواء الأعصار من زمن النبي المختار صلى الله عليه و آله و سلم؛ لأنّ أهلها أجابوا إلى الإسلام طوعاً من غير إكراه ولا إجبار، وجعل فيها نائباً من قِبله، وبيّن لهم شرائع الإسلام، وبيّن لهم الحلال والحرام، واستقبالهم من ذلك الزمان إلى الآن هو نقطة المغرب الاعتدالي، مستنداً في اجتهاده على قواعد الهندسة والحساب وعلى الهيئة والاصطرلاب.
قال أيّده اللّٰه: «من المتّضح - بحسب القواعد الهندسيّة والحسّ الذي لا يخفى - أنّ قبلة الأحساء ليست المغرب الاعتدالي من وجوه خمسة:
الأوّل: ما عُلم من عروض البلدان وأطوالها ممّا هو مصرّح به في كتب الهيئة والتقاويم، وقطب النامة المعمولة في العجم لمعرفة القبلة، ويذكر في الكتب الفقهيّة بعضها، وكلّها متفرّعة على ما في الزيجات 1والاصطرلابات، وذكر أنّه وقف على كثير من كتب الزيج في العرب والعجم، وجملة من رسائل التقويم، أنّ عرض مكّة إحدى وعشرين درجة وأربعون دقيقة، وطولها سبع وسبعون درجة وعشر دقائق.
وطول الأحساء ثلاث وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة، وعرضها أربع وعشرون درجة.
وطول القطيف أربع وثمانون درجة، وعرضها خمسة وعشرون درجة.
وطول أوال ثلاث وثلاثون درجة، وعرضها خمسة وعشرون درجة، ويوجد في بعض النسخ زيادة قليلة في أُوال والخط. فاتّضح أنّ الأحساء والخط