206وأنّ بينهم النصر على من دهم يثرب.
هذا البند له علاقة أيضاً ب (وأنّ بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة) إلّاأنّ البند المذكور أعلاه يبيّن أنّ التناصر لابدّ أن يكون بين أهل الصحيفة بوصفهم اُمّةً واحدةً على من داهم هذه البلدة (يثرب) ، فيما كان البند السابق يصرّح بأن تتعاون جهودهم وتتظافر ضدّ كلّ من يحارب هذه الصحيفة.
والظاهر أنّ كلا البندين يحملان همّاً واحداً وهو الدفاع عن وجودهم سواء أكان متمثّلاً بأهل الصحيفة أو بيثرب وطنهم، فالدفاع عن الوطن دفاع عن الاُمّة، والدفاع عن الاُمّة دفاع عن الوطن وترابه وكيانه. .
وإذا دعوا إلى صلح يصالحونه ويلبسونه، فإنّهم يصالحونه ويلبسونه، وإنّهم إذا دعوا إلى مثل ذلك فإنّه لهم على المؤمنين، إلّامن حارب في الدِّين، وعلى كلّ اُناس حصّتهم من جانبهم الذي قبلهم.
هذا المقطع من الصحيفة يشمل كلّاً من اليهود والمسلمين طرفي هذه الصحيفة.
وإنّ يهود الأوس، مواليهم وأنفسهم، على مثل ما لأهل هذه الصحيفة مع البرّ المحض من أهل هذه الصحيفة، أو مع البرّ المحسن أو مع البرّ الحسن.
هناك يهود لهم تحالفات مع كلّ من الأوس والخزرج، وقد تحدّثت عنهم وعن تنظيم علاقاتهم التحالفيّة مع من يحالفون من قبائل المدينة، بنودٌ سابقة بدءاً ب: وأنّ يهود بني عوف اُمّة مع المؤمنين. . . وراحت تعدّد بقيّة قبائل اليهود.
ثمّ بيّن هذا البند أمراً مهمّاً ضمّنته وأقرّت به الصحيفة حيث جعلت البرّ يرفرف على جميع أهل الصحيفة ويتمثّل فيما لهم من حقوق مقابل ما يترتّب عليهم من واجبات، ومنها صون هذه الصحيفة وبنودها وعدم الكيد لها ولأهلها كما بيّناه سابقاً.
لا يكسب كاسب إلّاعلى نفسه، وأنّ اللّٰه على أصدق ما في هذه الصحيفة