207وأبرّه، وأنّه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم أو آثم.
واضح أنّ هذا يقرّر المسؤوليّة الشخصيّة للإنسان عن أيّ عمل يقوم به، وكما يؤكّد هذا البند حقوقاً لأهل هذه الصحيفة، يؤكّد ما عليهم من واجبات، وقد يكون هناك ظالم أو آثم، وبالتالي فالصحيفة - بما هي صحيفة - ليست لها القدرة على أن تحول وتمنع ظلماً أو إثماً، ظالماً أو آثماً، وإنّما تكتسب قدرتها وقابليّتها وقوّة الردع عن وقوع المآثم والمظالم من خلال أطرافها، وبقدر التمسّك بفقراتها تكون قدرتها الرادعة المانعة للإثم والعدوان.
الفقرة الأخيرة في هذا الكتاب أو الصحيفة، تقول: وأنّه من خرج آمن، ومن قعد آمن بالمدينة إلّامن ظلم وأثم، وأنّ اللّٰه جار لمن برّ واتّقى، ومحمّد رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله.
الخروج هنا قد يفسّر خروجاً عن الصحيفة، فمع خروجه هو آمن من كلّ اعتداء ما دام غير ظالم ولا آثم ولا معتد.
ومن قعد عن نصرتها هو آمن أيضاً ما لم يكن ظالماً آثماً معتدياً. .
قد يفسّر الخروج والقعود بهذا.
وقد يفسّر بالخروج والدخول من وإلى المدينة.
وهذا أيضاً يتّصف بالأمان في الحالتين شريطة أن يكون بإذن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله؛ فهما - أي الدخول والخروج - مقيّدان بما ورد في بند سابق: وأنّه لا يخرج أحد منهم إلّا بإذن محمّد.
مصادر الصحيفة:
مصادر هذه الصحيفة متنوّعة:
فهناك مصادر تاريخيّة نقلتها كتأريخ الطبري، طبعة أوربا، 1359- 1367.