205لا يجير مشرك مالاً لقريش ولا نفساً ولا يحول دونه على مؤمن) ، كما وله علاقة ببند قادم (وأنّه لا تجار قريش ولا من نصرها) .
لما يتركه هذا الفعل من آثار سلبية وظواهر سيّئة على وضع أهل الصحيفة وأمنهم.
وأنّه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده، فإنّ مردّه إلى اللّٰه عزّوجلّ، وإلى محمّد رسول اللّٰه، وأنّ اللّٰه على أتقى ما في هذه الصحيفة وأبرّه.
يؤكّد هذا البند على أن تردّ المنازعات إلى اللّٰه عزّوجلّ وإلى محمّد رسول اللّٰه، وهذا لا يعني أنّ كلّ خلاف أو شجار يُعاد إلى اللّٰه ورسوله، وإنّما الخلاف الذي قد يترك آثاراً سيّئة كبيرة على أمن البلد وأبنائه، ولهذا قال البند: يخاف فساده، وهي منازعات واختلافات سياسيّة وأمنيّة تهدّد البنيان العام والوضع العام للدولة ومؤسّساتها.
ويبيّن هذا البند - وبشكل لا لبس فيه ولا غموض - الدور الكبير والمرجعيّ لرسول اللّٰه صلى الله عليه و آله في حسم المنازعات وما تتعرّض له البلاد من مخاطر وأحداق جسيمة.
وأنّه لا تُجَار قريش ولا من نصرها.
يتعلّق هذا البند ببند سابق (وأنّه لا تجار حرمة إلّابإذن أهلها) أي إذن أهل الصحيفة كما بيّناه، وببند أسبق (وأنّه لا يجير مشرك مالاً لقريش ولا نفساً ولا يحول دونه على مؤمن) .
فمشركو قريش لا تُجَار حرمتهم، ولا تجار حرمة من تحالف معهم وقدّم لهم النصر، لما يشكّله ذاك التحالف وهذا النصر من خطورة على الموقف الإسلاميّ العام وموقف أهل الصحيفة بشكل خاصّ، فلا حرمة ولا إجارة لمحارب.