202وهذا ما بيّنه البند بقوله: «وإنّكم مهما اختلفتم في شيء، فإنّ مردّه إلى اللّٰه وإلى محمّد صلى الله عليه و آله» .
وهذا البند يبيّن مسؤوليّة اليهود بوصفهم طرفاً في هذه الصحيفة، فعليهم التزامات مالية.
«وإنّ اليهود ينفقون مع المؤمنين ماداموا محاربين» .
ثمّ راحت البنود التالية لهذا البند تعترف بأنّ يهود بني عوف، وهكذا بقيّة القبائل اليهودية الاُخرى، اُمّة مع المؤمنين، وأنّ لهم دينهم. . .
«وإنّ يهود بني عوف أُمّة مع المؤمنين: لليهود دينهم، وللمسلمين دينهم، ومواليهم وأنفسهم، إلّامن ظلم أو أثم، فإنّه لا يوتغ إلّانفسه وأهل بيته» .
وهي بالتالي بنود جاءت وكان غرضها تنظيم علاقات كلّ واحدة منها مع بعضها ومع من حولها من المسلمين، محذّرةً من الاعتداء على الوضع الذي أنشأته الصحيفة والنظام السائد وأمنه وسلامته معترفةً بالتنوّع الموجود داخل الساحة بقولها: لليهود دينهم وللمسلمين دينهم، ولكنّ هذا لا يعني قيام دول صغيرة تتنافىٰ صلاحيّاتها مع وجود الدولة الاُمّ، بل هي اُمّة واحدة تحكمها دولة واحدة ذات تنوّع داخلي محفوظ، ترعاه السلطة العليا وتحافظ عليه ما دام ملتزماً ببنود الصحيفة غير متجاوز عليها.
وأنّ موالي ثعلبة كأنفسهم، وأنّ بطانة يهود كأنفسهم، وأنّه لا يخرج أحد منهم إلّابإذن محمّد، وأنّه لا يتحجّر على ثأر جرح، وأنّه من فتك فبنفسه فتك وأهل بيته، إلّامن ظلم، وأنّ اللّٰه على أبر هذا، وأنّ على اليهود نفقتهم، وعلى المسلمين نفقتهم، وأنّ بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة، وأنّ بينهم النصح والنصيحة، البرّ دون الإثم، وأنّه لم يأثم امرؤ بحليفه، وأنّ النصر للمظلوم، وأنّ اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين، وهذه الجملة تكرار لبند سابق.