138تسمّى خمّ» 1.
وإنّ قول صاحب المشارق: «وإن خمّاً اسم غيضة هناك وبها غدير» كان مورد استناد عاتق البلادي في كتابه، ولكنّه غفل عن أهمّية الاعتماد بسنديته في تعيين محلّ الغدير 2.
وعلى ذلك يمكن القول: إنّ المحلّ الذي ورد باسم (الخرّار) في المنطقة هو نفس محلّ غدير خمّ في موضع الغيضة، وإلّا لم يكن السمهودي ليصرّح: «الخرّار: إنّه بالجحفة» 3.
ويوجد هنا إبهام أساسي، وهو إشارة الحربيّ إلى المسجدين في الجحفة دون أن يأتي علىٰ ذكر اسمٍ لمسجد غدير خم، فقد كتب تحت مادّة الجحفة: «وفي أوّلها مسجد للنبي يقال له مسجد الأئمّة» 4.
أوّلاً: إنّ هذه العلامة تتعلّق بالقرن 3ه، وعلى حدّ فهمي أنّه لا يدلّ على أنّ نفس هذه الأسماء بقيت في القرن 4، 5ه.
ثانياً: إنّ الجحفة كانت عامرة إلى القرن 5 ه، وقد تبدّلت إلى خَرِبة في القرن 6ه، وما قاله جغرافيّو القرن 6 ه وما بعده، ليس هو بأوصاف الجحفة في القرن 1-3ه، ولا أوصافها في عصر الفاطميّين وسلطتهم على الحجاز في القرن 4ه إلى أواخر القرن 5ه.
وللاطمئنان بشكل أكبر، سعيت لإعادة النظر بدقّة في المصادر التأريخيّة والجغرافيّة، ومقارنتها بالدراسات الجديدة لمراكز التحقيقات الجامعيّة في العربية السعودية.