137التأريخي هذا السند في تأكيده على جملة «خارجاً من الجحفة» 1.
وإنّ مفهوم «خارجاً من الجحفة» ، أي أنّه خارج عن حدود مساكن الجحفة التي صار لها فيما بعد سور وبقايا آخِرِ بناء له موجود إلى اليوم، ولهذا كان بئر الغدير بعيداً من مكان الميقات وإلى جانب أبنية مركز الجحفة في القرنين 2،3ه.
اسمحو لي أن نوسّع الدراسة في هذا الموضوع، ونتعمّق في المفهوم الجغرافي للألفاظ في الوثائق التأريخية بدلاً من الخلط في الوثائق، ونطابق ذلك مع الموقع الجغرافي الفعلي لمنطقة الجحفة.
ذكر الحربي: «وبين المسجد والعين، والغيضة، وهي غدير خم» 2.
وقد أثبت السمهودي هذه العبارة نقلاً عن الأسدي 3، ولكنّه لم يسأل الأسدي عن مفهوم (العين) الجغرافي في هذه العبارة وعندما حقّقت في ذلك وجدّت أنّ الحربي قال في ذلك: «عين في بطن الوادي، عليها حصن وبابان، والمنازل في السوق داخل الحصن» 4.
إذاً، إذا كان الحصن يقع بين مسجد الميقات و (عين الغيضة) ، والبناء يقع على بُعد 4 - 5 كم من الميقات، فلا شكّ أنّ محلّ الغيضة الذي صرّح الإمام الحربيّ في القرن 3ه فيه بقوله: «وهي غدير خم» ، في نفس هذه المجموعة من بقايا الأبنية بجانب الجحفة.
إذاً، إنّ ما ذكره البكري: «موضع غدير خم يقال له الخرّار» 5ليس بإشارةٍ إلى مسافة بعيدة من هذه الأبنية، لأنّ البكري ذكر أيضاً: «وهي الغيضة التي