135وذلك يوم غدير خم 18 من ذي الحجّة وله مسجد معروف» . . . «لمّا خرج النبي إلى حجّة الوداع نزل الجحفة» ولم أجد إشارة إلى مكان آخر، ولم يصرّح أيّ سند في الوثائق التأريخية للسفر الإلٰهي وحجّة الوداع بغير الجحفة إلى الخرّار أو وادي مرّ أو. . . فقلت لنفسي: لماذا يجب أن نبتعد كعاتق البلادي 18 ميلاً من الجحفة تبعاً لشخص غير معروف، وذلك للبحث عن بئر ونبع الغدير في مكان غير معروف باسم (الغربة) بدلاً من دراسة حدود آثار خربة لبناء المسجد المشهور في التأريخ.
وكان عاتق - الذي هو لي بمثابة عالم محبوب - لا يطمئن إلى مثل هذا الاحتمال، حيث لم يشر أبداً في كتابه 1، إلى محلّ هذا الغدير في (الغربة) ، واكتفى بنفس أقوال القدماء أمثال (الزمخشري) الذي قال: «بالجحفة، وقيل هو على ثلاثة أميال من الجحفة. . .» .
وقال (عرام) : «ودون الجحفة على ميل» ، و «قال الحازمي: خم واد. . . عند الجحفة بغدير. . .» صفحات 156 - 158. في حين أنّ عاتق طبع كتابه (على طريق الهجرة) سنة 1398ه، فلماذا لم يشر إلى هذا الكشف وهذه النتيجة، في سفره العلمي هذا سنة 1393ه المطابق (1983م) في كتابه (معجم معالم الحجاز) تحت مادّة «خم» ، مع أنّ الطبعة الاُولى لذلك كانت بعد خمس سنوات من طبع كتابه (على طريق الهجرة) في سنة 1979م الموافق لسنة 1399ه.
وأرى أنّ الجحفة لم تكن في زمن هجرة الرسول سوى قرية في محلّ التقاء القوافل؛ وإلّا كان موضعها يذكر في مسير الهجرة. ولماذا لا نرى أنّ قراها في حدود مسجد الغدير بعد ذلك وفي القرن الثاني، حيث ظهرت في القرن الثاني بصورة مجموعة قرى، وكانت إلى القرن الخامس الهجري مورد اهتمام الحكومات العلويّة