134قال: يستحبّ الصلاة في مسجد غدير خم لأنّ النبيّ صلى الله عليه و آله أقام فيه. . .» .
ونقل عن عبد الرحمن الحجّاج أنّه قال: سألت أبا إبراهيم عليه السلام عن الصلاة في مسجد غدير خم في النهار وأنا مسافر، فقال: صلّ فيه فإنّ فيه فضلاً. . .
ويرى السمهودي - بعد سبعة قرون -: أنّ محلّ غدير خم مسجد باسم غدير خم ويقول: «أخبرني مخبر أنّه رأى هذا المسجد على نحو هذه المسافة من الجحفة، وقد هدم السيل بعضه» 1.
وقد وقعت في شكّ آخر وهو: أنّ أشخاصاً رووا خطبة النبي صلى الله عليه و آله في غدير خمّ وأشاروا إلى مكان آخر غير الجحفة، فدرست مثل هذه الوثائق ورأيت أنّ جميع الآراء قائمة على الغدير الموجود في الجحفة، وأنّهم كانوا يسمّونها سابقاً ب «المهيعة» ، اُؤكّد أنّ الجحفة أو المهيعة هي التي تشير المصادر المتعدّدة إلى أنّ آبارها تقع في الطريق الذي بين مكّة ومصر والعراق والشام وفي مسير عودة الرسول صلى الله عليه و آله من مكّة إلى المدينة، ولهذا نكتفي بعدد من المصادر التأريخية المعتمدة.
نقرأ في حديث جابر بن عبداللّٰه عن الواقعة التي ذكرها ابن عقدة في (حديث الولاية) : «كنّا مع النبيّ في حجّة الوداع، فلمّا رجع إلى الجحفة نزل، ثمّ خطب الناس. . .» .
ونقرأ بسند حذيفة بن اُسيد في (الفصول المهمّة) لابن الصبّاغ المالكي: «لمّا صدر رسول اللّٰه من حجّة الوداع ولم يحجّ غيرها، أقبل حتّى إذا كان بالجحفة. . .» .
ونقرأ في قول زيد بن أرقم الذي أثبته ابن طلحة الشافعي: «نزل رسول اللّٰه الجحفة ثمّ أقبل على الناس. . .» 2.
وهذا، سوى ما صرّح به الرواة عن صحابة الرسول صلى الله عليه و آله: «إذ كان بالجحفة