133أوّلاً: لم أجد في أيّ مصدر أنّ مؤرّخاً أو سائحاً أو جغرافياً وأديباً يرى أنّ غدير خم يقع في (غربة) . وكلّ ما علمناه عن طريق القوافل بين مكّة والمدينة، وعرفناه بالخرائط التأريخية، لم يكن مسير القوافل في شرق وادي مرّة في أيّ مكان. وما هو موجود ويمكن الاطمئنان به، هو طريق الجحفة نحو الشمال عن طريق العزورية، وليس من جهة حرّة ذويبان، وكان بناءُ مسجد الغدير ومحلُّ عبادة قوافل الحجّاج يقع في نفس هذا المسير 1.
ثانياً: إذا رأينا أنّ قلعة الجحفة هي مركز الجحفة، فسيكون محلّ غدير خمّ بزعم عاتق البلادي في بُعد 8 كم أي 7 أميال من الشمال الشرقيّ للجحفة، ولايمكن أن نجد هذه المسافة في أيّ مصدر تأريخي، وما هو موجود هو الحديث عن 1 - 3 أميال، وعلى أكثر حدّ 2 - 5 كم.
ثالثاً: إذا أخذنا محلّ الميقات مركزاً للجحفة، فستكون مسافة غدير خمّ إلى الميقات 14كم، وتلك ليست بالمسافة القليلة لطرق قوافل الحجّاج حتّىٰ يوقع الجغرافيّون والمؤرّخون في خطأ منها، ليروا أنّ غدير خمّ عند الجحفة.
رابعاً: كيف يمكن الاعتماد على قول شخص تصوّر - بعد قرون - أنّ غدير خمّ بئر حولها عدد من النخيل، في حين أنّ المحقّقين يذكرون محلّ غدير خمّ بعنوان بناء مسجد باسم غدير خم، حيث كان على الأقلّ مدّة قرون في معرض أنظار الجغرافيين محلّاً لعبادة قوافل الحجّاج والمدينة.
اسمحوا لي أن نطالع هذه الوثيقة التأريخيّة التالية:
خصّص الكليني في (الفروع من الكافي) 2تحت عنوان «كتاب الحجّ» فصلاً بغدير خمّ، وقد أثبتت هذه الوثيقة تحت هذا العنوان: «عن أبان عن أبي عبداللّٰه عليه السلام