95وينصروهم، ويتولوهم. . . لما في هذا كلّه من خطورة على الساحة المؤمنة، وشرخ للحالة الإسلامية، وإضعاف لها، ولما يسببه هذا التقرب من استحسان لهم، والتأثر بهم والرضا بما هم عليه من دين. . .
ولهذا نتائج سلبية خطيرة على المجتمع المسلم، الذي تريد السماء أن يبقى متماسكاً بتماسك أفراده وبتولي بعضهم والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض فجاءت هذه الآية، وغيرها من آيات تحمل نهياً صريحاً، والتي منها لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء ، يا أيّها الذين آمنوا لاتتخذوا عدوي وعدوكم أولياء .
فالآية بعد أن رفضت هذا التولي، وحذّرت منه، وهدّدت فاعليه بالإخراج من ولاية اللّه تعالى، وما يستتبعه من عقوبة صارمة. . .
وضعت الآية استثناءً للتولي المذكور: إلّاأن تتقوا منهم تقاة فانطلقت مشروعيةالتقية منهذاالمقطع. فلنقف على أقوال بعض المفسّرين فيه من الفريقين.
يقول الطبرسي في تفسيره لهذه الآية:
والمعنى إلّاأن يكون الكفار غالبين، والمؤمنون مغلوبين، فيخافهم المؤمن إن لم يظهر موافقتهم، ولم يحسن العشرة معهم، فعندئذ يجوز له إظهار مودّتهم بلسانه، ومداراتهم تقيّةً منه، ودفعاً عن نفسه من غير أن يعتقد ذلك. . .
ثمّ واصل كلامه بقوله: وفي هذه الآية دلالة على أنّ التقية جائزة في الدين عند الخوف على النفس.
ثمّ أردف قائلاً: وقال أصحابنا: إنّها جائزة في الأحوال كلّها عند الضرورة، وربما وجبت فيها؛ لضرب من اللطف والاستصلاح، وليس تجوز من الأفعال في قتل المؤمن، ولا فيما يعلم أو يغلب على الظن أنّه استفساد في الدين 1.