94قوله تعالى: لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من اللّه في شيء إلّاأن تتقوا منهم تقاة ويحذركم اللّه نفسه وإلى اللّه المصير (آل عمران: 28)
سبب النزول:
ذكر جمع من المفسّرين أسباباً متعددة لنزول هذه الآية، ولكن مع تعددها اتفقت على أنّ بعض المسلمين، كانت تربطهم بيهود المدينة علاقات حميمة تتصف بالصفاء والمودة، بل بالولاء لهم، وتقديمهم على المؤمنين. . .
جاء قوم من اليهود، وكان منهم الحجاج بن عمر حليف كعب الأشرف وابن أبي الحقيق وقيس بن سعد، قد بطنوا (سارّوا وصافّوا) نفراً من الأنصار؛ ليفتنوهم عن دينهم.
قال رفاعة بن المنذر، وعبدالرحمن بن جبير، وسعيد بن خيثمة لأولئك النفر من المسلمين: اجتنبوا هؤلاء اليهود، واحذروا أن يفتنوكم عن دينكم، فأبى أولئك النفر إلّامباطنتهم ولزومهم. فأنزل اللّه تعالى: لا يتخذ المؤمنون الكافرين. . . الآية.
فيما ذهب بعض المفسّرين إلى أنّها نزلت في حاطب بن أبي بلتعة وغيره، وكانوا يتولون اليهود والمشركين، ويخبرونهم بالأخبار، ويرجون أن يكون لهم الظفر على رسول اللّه، أو أنّها نزلت في عبادة بن الصامت، وكان له حلفاء من اليهود، ففي يوم الأحزاب قال: يا نبيّ اللّه إنّ معي خمسمائة من اليهود، وقد رأيت أن يخرجوا معي. . . 1.
إذن فالآية، نهت اتباع الرسول صلى الله عليه و آله ومريديه أن يختاروا على المؤمنين بديلاً من الكفار، سواء كانوا أهل كتاب أو غيرهم. . . فيدلوا لهم بالمودة، ويركنوا اليهم،