48
يكون في بلد الحاج، إذا لم تتوفر شروط الذبح الشرعية بشكل كامل؟
منىٰ بلدة قريبة من مكّة، وهي أقرب المواقع الرئيسية إلى مكّة، ثمّ المزدلفة، ثمّ عرفة، فإذا دخلت منىٰ من مكّة كانت أول جمرة، هي جمرة العقبة، وحدّ منىٰ هو ما بين جمرة العقبة ووادي محسِّر طولاً، وأمّا عرضاً فهو ما بين الجبلين أو الجبال الشاهقة، فوادي محسِّر أبعد من مكّة من منىٰ، وإنّما يقع بينها وبين المزدلفة.
وأمّا مسألة الذبح، فيجوز تأخير الذبح إلى اليوم الثاني عشر من ذي الحجة، فإذا أمكن الذبح في هذه المدّة بمنىٰ فيقدم ذلك، فإذا لم يتمكن كما هو السائد عند كثرة الحجيج، فيجب الذبح خارج منىٰ في وادي محسِّر مع الأخذ بنظر الاعتبار الأقرب فالأقرب، ولا يجزي الذبح في بلد الحاج وكالةً. وقد قال سبحانه:
وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللّٰهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ 1وهو لا يتحقّق إلّاأن يكون الذبح في الأرض المقدّسة.
كيف ترون مناسك الحجّ وأداءها مستقبلاً مع عظمة القادمين لأداء هذه الشعيرة المقدّسة وكثرتهم، واحتمال إجراء تغييرات عمرانيّة تتناسب وكثرة الحجيج، فهل يكون للفقه الزمكاني أثر يذكر في هذه المسألة؟
قد ذكرنا في رسالة مستقلة 2دور الزمان والمكان في الاستنباط، وأشرنا إلى بعض الروايات الواردة في هذا الموضوع عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام، والتي تناهز العشرين رواية، كما ذكرنا كلمات الفقهاء من عصر الصدوق إلى يومنا هذا من