49الفريقين، وذكرنا أنّ الظروف الطارئة لا تمسّ كرامة الأحكام الواقعية، ولا تحدث أيّة خدشة فيها، ولكن يؤثر في أساليب تنفيذ الأحكام، فالأحكام ثابتة وأساليب تنفيذهامتغيرة، ومنهاالحج، ولابدّ أن يكون كل تغيير عمراني تقتضيهكثرة الحجيج خاضعاً لهذا الإطار، أي أن يكون الحكم الواقعي ثابتاً وأُسلوب إجرائه متغيراً.
وإليك نموذجاً من هذا النوع:
لا شكّ أنّ هناك أُموراً وقعت موضوعاً لأحكام شرعية نظير:
1. الاستطاعة: قال سبحانه: وَللّٰهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً 1.
2. الفقر: قال سبحانه: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ والْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِى الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِى سَبِيلِ اللّٰهِ وَابْنِ السَّبِيلِ 2.
3. الغنى: قال سبحانه: وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ ومَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَاكُلْ بِالْمَعْرُوفِ 3.
4. بذل النفقة للزوجة: قال سبحانه: أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ 4.
5. إمساك الزوجة بالمعروف: قال سبحانه: فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ 5.
ومن الواضح أنّ مصاديق هذه الموضوعات تتغير حسب تغير أساليب الحياة، فالإنسان المستطيع بالأمس للحجّ، لا يعدّ مستطيعاً اليوم، لكثرة حاجات