202والتابعين في مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة بالفتوى، وكانوا مقصداً للحجّاج حيث يفتوهم ويبينون لهم مناسك الحجّ والعُمرة.
ومن الصحابة الذين اشتهروا بالفتوى عبداللّٰه بن العباس، وعبداللّٰه بن الزبير وعبداللّٰه بن عمر بن الخطاب. وعلى سبيل المثال لا الحصر، كان عبداللّٰه بن الزبير يفتي المسلمين خلال مواسم الحج، فعندما صُرع معبد بن حزابة المخزومي وهو في طريقه إلى الحجّ، أفتاه عبداللّٰه بن الزبير: «أن يبدأ بما لابدّ منه ويفتدي، ثمّ يجعلها عُمرة، ويحجّ عاماً قابلاً ويهدي» 1.
واشتهر من تابعي الصحابة في الفتوى عطاء بن أبي رباح (ت 115 ه) وإليه انتهت فتوى أهل مكّة المكرّمة في زمانه 2. ولقد وصلت شهرة عطاء بن أبي رباح الآفاق حتى أنّه ما قال شيئاً بالحجاز إلّاوقبل منه 3. وترتّب على شهرته المبنية على معرفته بأحكام الحجّ ومناسكه، أن قدر الخلفاء الأُمويون له ذلك. فقد كان الخُلفاء الأُمويون في تلك الفترة يأمرون في الحاجّ صائحاً يصيح بأن لا يفتي الناس إلّا عطاء بن أبي رباح 4.
خاتمة:
كان الهدف من هذه الدراسة هو محاولة إعطاء صورة عن أدب الحجّ، شعراً ونثراً في الحجاز والجزيرة العربية من العصر الجاهلي إلى نهاية العصر الأُموي (132ه) .