203وقد بيّنت الدراسة في بدايتها معنى الحجّ في اللغة العربية والدين. فوضّحت أنّ الحجّ كان يعني القصد والزيارة، ثمّ تطوّر ليصبح مفهومه زيارة البيت الحرام وأداء نسك الحجّ في المشاعر المقدّسة على أساس دين إبراهيم عليه السلام.
ثمّ وضّحت الدراسة ما طرأ على الحجّ من تغير بعد الإسلام، حيث أبطل الإسلام عادات العرب وتقاليدهم عن الحج، فأصبح الحجّ ركناً من أركان الإسلام الخمسة، وفريضة على المسلمين من استطاع إليه سبيلاً.
و وضّحت الدراسة أنّ أدب الحج في الجاهلية يشمل الشعر والنثر والأمثال.
ففي الشعر الجاهلي ذكر العرب البيت الحرام وسقاية الحاج والمشاعر، كمنى وعرفات ومزدلفة، وأشاروا إلى بعض مشاهد الحج كالإبل التي تحمل الحجّاج قادمين لمكّة لأداء الحج، وكرمي الجِمار. وغيرها من مشاهد الحجّ وأيامه.
وفي النثر عبّر العرب قبل الإسلام عن فخرهم وسيادتهم، وحرمة البيت الذي يلونه، وعن حفر بئر زمزم وسقايتهم للحجيج ورفادتهم له.
وفي أمثالهم كان الحجّ عنصراً مؤثراً، فذكروه في أمثالهم التي ما زالت متداولة إلى اليوم.
ثمّ وضّحت الدراسة أدب الحجّ في الحجاز والجزيرة العربية في العصر الإسلامي. فتناولت أدب الحجّ المتمثّل في الشعر والنثر في عصر الرسول صلى الله عليه و آله وعصر الخُلفاء الراشدين والعصر الأُموي إلى نهايته.
ففي عصر الرسول صلى الله عليه و آله، ذكر الشُعراء العرب الحج في شعرهم، حيث تناولوا القسم باللّٰه سبحانه وتعالى، رب الإبل القاصدة بالحجّاج منى لأداء مناسك الحج، والحرم، والجمرة الكبرى.
وبيّنت الدراسة تطوّر أدب الحج المُتمثّل في الشعر في العصر الأُموي، وذلك لتغيرات اجتماعية طرأت على الحياة في الحجاز. فذكرت شُعراء الحجاز وشعرهم الغزلي الذي يصفون فيه الحج ومشاعره ومشاهده، كعرفة ومنى ورمي الجمرات