204والطواف، وما يحثّ في هذه المشاهد وغيرها من لقاء وفراق ووصل وهجر.
وأشارت إلى شُعراء النقائض كجرير والفرزدق وما يحتويه شعرهما ممّا يتعلّق بالحج ومناسكه، كمنى والنعم المقلّدة، والطواف واستلام الحجر الأسود وغيرها من صور الحجّ ومشاهده.
ثمّ تناولت الدراسة الحج في النثر الإسلامي في عصر النبوّة والراشدين، فبينت احتواء هذا النثر على معاني الحج الإسلامية، التي أرساها القرآن الكريم وأكّدها الرسول صلى الله عليه و آله، فعندما فتح الرسول صلى الله عليه و آله مكّة أبطل عادات العرب الجاهلية، ولم يبقِ إلّاعلى سقاية الحاج وسدانة البيت، ثمّ حرمة البيت الحرام.
وفي أوّل حجّة في الإسلام في العام التاسع للهجرة، أبطل الرسول صلى الله عليه و آله عادات العرب الدينية عن الحج، فأمر علي بن أبي طالب، أن يقرأ على الناس في منى سورة براءة، التي يتبرأ فيها المسلمون من المشركين، وأن يعلمهم بأنّه لا يدخل الجنّة كافر، ولا يحجّ بعد هذا العام مُشرك، ولا يطوف بالبيت عريان.
وفي حجّة الوداع أكّد الرسول صلى الله عليه و آله حرمة البيت الحرام ودماء المسلمين، وبيّن للناس مناسكهم، واعلمهم ما فرض اللّٰه عليهم في حجّهم، من الوقوف بعرفة ورمي الجمار والطواف بالبيت وما يحلُ وما يُحرم.
واستمر الخُلفاء الراشدون يخطبون للمسلمين إذا حجّوا، في منى في اليوم التاسع، وإذا لم يحجّوا يخطبون للمسلمين في المدينة المُنوّرة بعد صلاة عيد الأضحىٰ. وكذلك فعل العمال والولاة.
وبيّنت الدراسة أنّ الخلفاء الأُمويين وولاتهم على مكّة، كانوا يخطبون في الناس في اليوم السابع ويعلّمون الناس مناسك الحجّ.
كما أوضحت الدراسة ازدهار النثر الديني المُتمثل في الخطب الدينية والمجالس العلميّة في العصر الأُموي، والذي شمل تفسير القرآن الكريم وتوضيح السُنّة النبويّة والافتاء في أحكام الحج وسننه. وهو أدب للحج يعكس تطوّر