44وقيل: هي مجتمع الحصىٰ لا السائل منه. وصرّح عليّ بن بابويه بأنّه الأرض» 1.
ومنهم الفاضل الاصفهاني في كشف اللثام حيث يقول في تفسير «الجمرة» :
«هي المِيل المبنيّ، أو موضعه» 2.
ويقول الشهيد الثاني كذلك في شرح اللمعة لدى تعريفه الجمرة:
«وهي البناء المخصوص أو موضعه وما حوله ممّا يجتمع من الحصى، كذا عرّفه المصنّف في الدروس، وقيل: هي مجمع الحصىٰ. . . وقيل: هي الأرض» 3.
وقد قرأنا في الأبحاث السابقة ما ورد في آخر كلام صاحب الجواهر أنّ هذا الفقيه الماهر كان يميل إلى إجزاء إصابة كلٍّ من الاثنين (الموضع والبناء) 4.
الجمرات في كتب اللغويّين
ذكرت النصوص اللغوية المعروفة المشهورة أربعة معانٍ للجمرة:
1 - الجمرة في الأصل بمعنى اجتماع القبيلة، وسمّيت الجمرات بهذا؛ لأنّها موضع اجتماع الحصىٰ.
2 - الجمرة بمعنى الحصاة، وقيل للجمرات جمرات؛ لأنّها موضع الحصىٰ.
3 - الجمرة من «الجِمار» بمعنى «سرعة الابتعاد» ؛ لأنّ آدم عليه السلام لمّا وجد إبليس في هذا الموضع رماه بحجر، فأسرع الشيطان بالابتعاد.
4 - الجمرة بمعنى القطعة الملتهبة من النار (وربّما هي إشارة إلى القطع الصغيرة التي تنقذف أحياناً من بين شعلة النار شبيهة بالحَصيات) .
ونضع الآن أمام القرّاء الأعزّاء طرفاً من كلام اللغويّين:
أ - نقرأ في «المصباح المنير» للفيّومي المتوفّىٰ سنة 770ه: