45«كلّ شيء جمعته فقد جمّرته. ومنه الجمرة، وهي مجتمع الحصىٰ بمنىٰ؛ فكلّ كومة من الحصىٰ جمرة، والجمع جَمَرات» .
ب - يقول الطريحي (المتوفّىٰ سنة 1087ه) في «مجمع البحرين» :
«الجمرات مجتمع الحصىٰ بمنىٰ؛ فكلّ كومة من الحصىٰ جمرة، والجمع جمرات، وجمرات منىٰ ثلاث» .
ج - يقول ابن منظور (المتوفّى سنة 711ه) في «لسان العرب» :
«والجمرة اجتماع القبيلة الواحدة. . . ومن هذا قيل لمواضع الجمار التي تُرمىٰ بمنىٰ: جمرات؛ لأنّ كلّ مجمع حصى منها جمرة، وهي ثلاث جمرات» .
د - يقول ابن الأثير (المتوفّىٰ سنة 606ه) في «النهاية» :
«الجمار هي الأحجار الصغار، ومنه سمّيت جمار الحجّ للحصى التي يُرمىٰ بها.
وأمّا موضع الجمار بمنىٰ فسمّي جمرة لأنّها تُرمىٰ بالجمار. وقيل: لأنّها مجمع الحصى التي يُرمىٰ بها» .
ه - يقول الزبيدي (المتوفّى سنة 1205ه) في «تاج العروس في شرح القاموس» :
«وجمار المناسك وجمراتها: الحصيات التي يُرمى بها في مكّة. . . وموضع الجمار بمنى سمّي جمرة لأنّها تُرمىٰ بالجمار، وقيل: لأنّها مجمع الحصىٰ» .
***
يستفاد من مُجمل الكلام السابق، ومن عبارات طائفة أخرى من اللغويّين أنّ الجمرات إنّما سمّيت الجمرات؛ لأنّها موضع اجتماع الحصىٰ، أو لاجتماع الجِمار فيها.
ولم يعتبروا الجمرة بمعنى العمود كما رأينا، بل بمعنى الأرض التي يجتمع فيها الحصىٰ.
وهذه العبارات والكلمات - إضافةً إلى دلالتها على أنّ العمود لم يكن مبنيّاً في عصور كثير منهم - تدلّ على أنّ مجتمع الحصىٰ هو الوجه في تسمية الجمرات وفي جذرها اللغويّ.