31
[ في وداع البيت ] 1
وأمّا وظائف الوداع:
فروى الشيخ، عن معاوية بن عمّار في الصحيح، عن أبي عبداللّٰه عليه السلام، قال:
«إذا أردت أن تخرج من مكّة فتأتي أهلك، فودّع البيت وطف أسبوعاً، وإن استطعت أن تستلم الحجر الأسود والركن اليماني في كلّ شوط فافعل، وإلّا فافتح به واختم به، وإن لم تستطع ذلك فموسّع عليك، ثمّ تأتي المستجار، فتصنع عنده مثل ما صنعت يوم قدمت مكّة، ثمّ تخيّر لنفسك من الدُّعاء، ثمّ استلم الحجر الأسود، ثمّ الصق بطنك بالبيت، واحمد اللّٰه واثنِ عليه، وصلِّ على محمّد وآله، ثمّ قل:
اللّهمَّ صلِّ على محمّد عبدك ورسولك وأمينك وحبيبك ونجيبك وخيرتك من خلقك، اللّهمَّ كما بلّغ رسالتك، وجاهد في سبيلك، وصدع بأمرك، واُوذي فيك وفي جنبك حتّى أتاه اليقين، اللّهمَّ اقلبني مفلحاً منجحاً مستجاباً لي بأفضل ما يرجع به أحد من وفدك من المغفرة والبركة والرضوان والعافية ممّا يسعني أن أطلب، فأسألك أن تعطيني مثل الذي أعطيته أفضل من عندك وتزيدني عليه، اللّهمَّ إن أمتّني فاغفر لي، وإن أحييتني، فارزقنيه من قابل، اللّهمَّ لا تجعله آخر العهد من بيتك، اللّهمّ إنّي عبدك وابن عبدك وابن أمتكَ، حمّلتني على دابتك، وسيّرتني في بلادك حتّى أدخلتني حرمك وأمنك، وقد كان في حسن ظنّي بك أن تغفر لي ذنوبي، فإن كنت قد غفرت لي ذنوبي، فازدد عنّي رضى، وقرّبني إليك زلفى، ولا تباعدني، وإن كنت لم تغفر لي فمن الآن فاغفر لي قبل أن تنأّي عن بيتك داري، وهذا أوان انصرافي إن كنت أذنت لي، فغير راغب عنك ولا عن بيتك، ولا مستبدل بك ولا به، اللّهمَّ احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي حتّى تبلّغني أهلي، واكفني