32
مؤنة عبادك وعيالي، فإنّك وليّ ذلك من خلقك ومنّي.
ثمّ ائت زمزم فاشرب منها، ثمّ اخرج فقل: آئبون تائبون عابدون، لربّنا حامدون، إلى ربّنا راغبون، إلى ربّنا راجعون. قال: وإنّ أبا عبداللّٰه عليه السلام لمّا ودّعها، وأراد أن يخرج من المسجد خرّ ساجداً عند باب المسجد طويلاً، ثمّ قام فخرج» 1.
وروي عن إبراهيم بن أبي محمود في الصحيح، قال: رأيت أبا الحسن عليه السلام ودّع البيت، فلمّا أراد أن يخرج من باب المسجد خرّ ساجداً، ثمّ قام فاستقبل الكعبة، فقال: «اللّهمَّ، إنّي أتقلّب على لا إله إلّااللّٰه» 2.
وروى الكليني في الصحيح المشهوري، عن علي بن مهزيار، قال: رأيت أبا جعفر الثاني عليه السلام في سنة خمس وعشرين ومائتين، ودّع البيت بعد ارتفاع الشمس، وطاف بالبيت يستلم الركن اليماني في كلّ شوط، فلمّا كان في الشوط السابع، استلمه واستلم الحجر ومسح بيده، ثمّ مسح وجهه بيده، ثمّ أتى المقام فصلّى خلفه ركعتين، ثمّ خرج إلى دبر الكعبة إلى الملتزم فالتزم البيت، وكشف الثوب عن بطنه، ثمّ وقف عليه طويلاً يدعو، ثمّ خرج من باب الحنّاطين وتوجّه.
قال: ورأيته في سنة سبع عشرة ومائتين، ودّع البيت ليلاً، يستلم الركن اليماني والحجر الأسود في كلّ شوط، فلمّا كان في الشوط السابع، التزم البيت في دبر الكعبة قريباً من الركن اليماني، وفوق الحجر المستطيل، وكشف الثوب عن بطنه، ثمّ أتى الحجر فقبّله ومسحه، وخرج إلى مقام إبراهيم عليه السلام، فصلّى خلفه، ثمّ مضى، ولم يعد إلى البيت، وكان وقوفه على الملتزم بقدر ما طاف بعض أصحابنا سبعة