23الوقوف في جانبه الذي عن يسار المارّ فيه نحو القبلة من خلاف ناحية الجمرة، فيستقبل القبلة حينئذٍ، ويحمد اللّٰه ويُثني عليه ويصلّي على النبي صلى الله عليه و آله، ثمّ يأخذ في التقدّم نحو الجمرة قليلاً، وهو يدعو كما وصف في الخبر، إلى أن يصير منها على المسافة التي يستحبّ التباعد بها 1، وقد مضى في رمي جمرة العقبة. فإذا بقي والحال هذه على استقبال القبلة، كانت الجمرة عن يمينه، والذي إلى جهة منها هو يسارها، فيرميها ويفعل مثل ذلك بالثانية.
فصل: [ في بقيّة أفعال منى ] 2
ويستحبّ للمقيم بمنى إيثار الصلاة في مسجد الخيف، وأفضل ما كان مسجد رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله.
روى معاوية بن عمّار في الحسن عن أبي عبداللّٰه عليه السلام، قال: «صلِّ في مسجد الخيف، وهو مسجد منى، وكان مسجد رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله على عهده عند المنارة، التي في وسط المسجد وفوقها إلى القبلة نحواً من ثلاثين ذراعاً، وعن يمينها وعن يسارها وخلفها نحواً من ذلك، قال: فتحرَّ ذلك. فإن استطعت أن يكون مصلّاك فيه فافعل، فإنّه قد صلّى فيه ألف نبيّ. وإنّما سمّي الخيف؛ لأنّه مرتفع عن الوادي، وما ارتفع عن الوادي سمّي خَيفاً» 3.
ويستحبّ أيضاً التكبير بمنى. وأوجبه بعض الأصحاب 4، ويكون عقيب خمس عشرة صلاة، أوّلها ظهر يوم النحر، والأخيرة فجر يوم الثالث لمن أقام إلى النفر الثاني، وإلّا فعقيب عشر، والأكمل في صفة التكبير أن يقول: اللّٰه أكبر اللّٰه