202كفضل محمّد على جميع المرسلين؟
فقال موسى عليه السلام: ياربّ، فإن كان آل محمد كذلك فهل في اُمم الأنبياء أفضل عندك من اُمّتي، ظلّلت عليهم الغمام 1، وأنزلت عليهم المنّ والسلوى 2، وفلقت لهم البحر؟
فقال اللّٰه جلّ جلاله: يا موسى، أما علمت أنّ فضل اُمّة محمد على جميع الاُمم كفضله على جميع خلقي؟
فقال موسى عليه السلام: ياربّ، ليتني كنت أراهم.
فأوحى اللّٰه عزّوجلّ إليه: يا موسى، إنّك لن تراهم، وليس هذا أوان ظهورهم، ولكن سوف تراهم في الجنان جنّات عدن والفردوس بحضرة محمّد في نعيمها يتقلّبون، وفي خيراتها يتبحبحون 3، أفتحبّ أن اُسمعك كلامهم؟
قال: نعم، يا إلهي.
قال اللّٰه جلّ جلاله: قم بين يديّ، واشدد مئزرك قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل، ففعل ذلك موسى عليه السلام فنادى ربّنا عزّوجلّ: يا اُمّة محمّد، فأجابوه كلّهم وهم في أصلاب آبائهم وأرحام اُمّهاتهم: لبّيك اللّهمّ لبّيك، لا شريك لك لبّيك، إنّ الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.
قال: فجعل اللّٰه عزّوجلّ تلك الإجابة منهم شعار الحجّ.
ثمّ نادى ربّنا تعالى: يا اُمّة محمّد، إنّ قضائي عليكم أن رحمتي سبقت غضبي، وعفوي قبل عقابي، فقد استجبت لكم من قبل أن تدعوني، وأعطيتكم من قبل أن