201أمّا الحيوانات فهو يقلّبها في قدرته، ويغذوها من رزقه، ويحوطها بكَنَفِهِ 1، ويدبّر كلّاً منها بمصلحته.
وأمّا الجمادات فهو يمسكها بقدرته، يمسك المتّصل منها أن يتهافت، ويمسك المتهافت 2منها أن يتلاصق، ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلّابإذنه، ويمسك الأرض أن تنخسف إلّابأمره، إنّه بعباده لرؤوف رحيم.
قال عليه السلام: رَبِّ الْعَالَمِينَ مالكهم وخالقهم وسائق أرزاقهم إليهم، من حيث هم يعلمون، ومن حيث لا يعلمون، والرزق مقسوم، وهو يأتي ابن آدم على أيّ سيرة سارها من الدنيا، ليس تقوى متّقي بزائدة، ولا فجور فاجر بناقصة، وبيننا وبينه ستر وهو طالبه، ولو أنّ أحدكم يفرّ من رزقه لطلبه رزقه كما يطلبه الموت.
فقال اللّٰه جلّ جلاله: قولوا: الحمد للّٰهعلى ما أنعم به علينا، وذكّرنا به من خير في كتب الأوّلين قبل أن نكون.
ففي هذا إيجاب على محمّد وآل محمّد وعلى شيعتهم أن يشكروه بما فضلهم، وذلك أنّ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله قال: لمّا بعث اللّٰه عزّوجلّ موسى بن عمران عليه السلام واصطفاه نجيّاً وفلق له البحر ونجّى بني إسرائيل، وأعطاه التوراة والألواح، ورأى مكانه من ربّه عزّوجلّ فقال: ياربّ، لقد أكرمتني بكرامة لم تكرم بها أحداً قبلي.
فقال اللّٰه جلّ جلاله: يا موسى، أما علمت أنّ محمّداً أفضل عندي من جميع ملائكتي وجميع خلقي؟
قال موسى عليه السلام: ياربّ، فإن كان محمد أكرم عندك من جميع خلقك فهل في آلالأنبياء أكرم من آلي؟
قال اللّٰه جلّ جلاله: يا موسى، أما علمت أنّ فضل آل محمد على جميع النبيّين