150فحمل عليهم رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم بالمؤمنين، فأجلاهم عن المدينة، قبيلة إثر قبيلة، فمنهم من ذهب إلى الشام، ومنهم من انضمّ إلى يهود خيبر، ونزل معهم، وتناصروا معهم ضدّ الدعوة الإلهية، ونابذه رجال منهم بالأذى والأشعار الهجائية، فتسلّط عليهم العرب بالقتل، بإذن من رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم.
بدء الحرب مع يهود خيبر:
1 - سرية قتل كعب بن الأشرف:
وبدأت المناوشات مع يهود خيبر بأن انتدب نفر من الأنصار رضي اللّٰه عنهم لقتل كعب بن الأشرف اليهودي، وسبب ذلك أنّ كعباً كان يحرّض ضدّ رسول اللّٰه ويقول الأشعار الحماسية، ويثير الثارات فدعا عليه صلى الله عليه و آله و سلم قائلاً: (اللّهمَّ اكفني ابن الأشرف بما شئت) في إعلانه الشرّ وقول الأشعار، ثمّ قال: من لي بابن الأشرف فقد آذاني؟ فقال محمّد بن مسلمة: أنا به يارسول اللّٰه، وأنا أقتله.
فقال: افعل وشاور سعد بن معاذ في أمره.
فقتلوه وحملوا رأسه إلى رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم وكان مقتله في الرابع عشر من ربيع الأوّل من السنة الثالثة للهجرة 1.
2 - سرية عبداللّٰه بن عتيك إلى أبي رافع:
ثمّ سرية عبداللّٰه بن عتيك إلى أبي رافع سلام بن أبي الحُقيق النضري، في شهر رمضان سنة ست من مهاجرة رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم، قالوا: كان أبو رافع بن أبي الحُقيق قد أجلب في غطفان، ومن حوله من مشركي العرب، فكثر شرّه، واجتمع له عدد منهم، فبعث رسول اللّٰه عبداللّٰه بن عتيك ونفراً من المسلمين فقتلوه 2.