149نفوذ العماليق، الذين حكموا الحجاز والشام زمناً طويلاً. وكان من ملوكهم:
أبيجاد، وهوّز، وحطّي، إلى آخر الأسماء، التي اتّخذت منها حروف (الجُمَّل) . وبعد هذه الدولة أو هذا الشعب (العماليق) ، توزّعت (البلاد العربية بين نفوذ الامبراطوريات: الفارسية، والرومانية، واليمنية (في عنفوان التّبابعة) ولاشكّ أنّ خيبر ظلّت تدين لمن تدين له المدينة المنوّرة، وأنّها كانت جزءاً لا يتجزأ من هذه المنطقة التي تتوسّطها المدينة.
طروء اليهود على شمال الحجاز:
في زمن يختلف المؤرِّخون في تحديده؛ لأنّه غير موثّق، ويخضع للروايات الإسرائيليّة، طرأ على هذه البلاد شعب غريب، هم اليهود.
قالوا: إنّهم بقايا جيش أرسله نبيّ اللّٰه موسى عليه السلام، ويروّجون لأمر نبيّ اللّٰه.
موسىٰ منه براء، ولا نريد إيراده.
وقالوا: بل جيش أرسله يوشع.
وقالوا: بل هم الفرار من غزوة بختنصّر، الذي دمّر دولتهم، وسباهم إلى العراق.
والأقوال في هذا الموضوع كثيرة، وإنّما الذي يهمّنا هذا القول: إنّ اليهود احتلّوا شمال الحجاز: تبوك، وتيماء، ووادي القرى، وخيبر، حتّى استوطنوا المدينة النبويّة، وصاهروا العرب، وراضعوهم، وأتقنوا لغتهم، وتسمّوا بأسمائهم.
في عهد رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم:
أرسل اللّٰه رسوله محمّداً بالهدى ودين الحقّ، فأنذر قومه، وبلّغهم رسالة ربّه، ولم يألو جهداً في نصحهم، والبرّ بهم، غير أنّ قريشاً منها من آمن ومنها من كفر، ممّا اضطرّ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم، إلى الهجرة إلى المدينة المنوّرة. فوصل إليها في السنة الأولى من الهجرة سنة 622م.
لكناليهود ناصبوه العداء، وظاهروا عليه كفّارالعرب، وتآمروا مع الأحزاب.