112ولا عصيان، بل ربّما يُثاب، لأنّ الخالي من التقصير وإن اتّصف بالقصور معذور كلّ العذر، بل هو مأجور.
فيا أخي لا تعارض المسلمين فيما هم عليه إن لم تركن إلى ما ركنوا إليه، واحملهم على المحامل الحسان، فانّا هكذا أمرنا بحمل الاخوان، وفّقنا اللّٰه وإيّاكم، وهدانا وهداكم، واللّٰه وليّ التوفيق.
وحيث انتهى ما أردنا ذكره، وأحببنا رسمه وسطره، على غاية من السرعة والاستعجال، وعدم التمكّن لاستيفاء كثير ممّا يناسب هذا المجال، والاستقصاء لما في كتب الأخبار والاستدلال، أحببنا أن نضيف إلى ذلك:
كشفُ الجواب: عمّا تَضَمَّنهُ ذلك الكتاب من الإنكار على أكثر المسلمين في جميع الأقطار 1.
أقول: إنْ اُريد بدعوة غير اللّٰه والاستغاثة إسناد الأمر إلى المخلوق على أنّه الفاعل المختار الذي تنتهي إليه المنافع والمضارّ، فذلك من أقوال الكفّار، والمسلمون بجملتهم براءٌ من هذه المقالة ومن قائلها، وما أظنّ أنّ أحداً ممّن في بلاد المسلمين يرى هذا الرأي، ولا سمعناه من أحد إلى يومنا هذا.
وإن اُريد أنَّ المدعو والمستغاث به له اختيار وتصرّفٌ في أمر اللّٰه تعالى، فيحكم على اللّٰه، فهذا أشدّ كفراً من الأوّل.
وإنْ أُريد دعاؤه والاستغاثة به للدّعاء والشفاعة، أو من التصرّف في العبارة، كما تقول: يا رحمة اللّٰه، ويا بيت اللّٰه، ويا عبد اللّٰه، ولا تريد إلّانداء اللّٰه ودعاءه، واستغاثته، فهذا من أعظم الطاعات، وفيه محافظة على الآداب من كلّ الجهات.