42الاتحاد والتراقي (المسيطرة باسطنبول) تقترح عقد مؤتمر سنوي باسطنبول لعلماء المسلمين من داخل الدولة وخارجها للبحث في الشؤون التي تهمّ المسلمين عامّة.
والشيخ عبد العزيز جاويش (1872 - 1929م) القريب من الحزب الوطني المصري، والمرتبط بقوّة بفكرة بقاء الدولة العثمانية، يقترح عام 1913م (بالتضامن مع شكيب أرسلان في مواجهة الذين حضروا بمؤتمر باريس) مؤتمراً باسطنبول لدعم السلطنة وضع له برنامجاً من اثنتي عشرة نقطة (25) .
ظلّ السيّد محمّد رشيد رضا حتّى العام 1912م مصرّاً على أنّ المنار هي وارثة تقليد الإصلاح المرتبط بفكرة المؤتمر بمكّة. لكنّ خيبة أمله بالاتحاديين بعد زيارته لاسطنبول عام 1910م، وتعاطف الإصلاحيين مع مؤتمر باريس أبعد المشاركين (الذين أعدم جمال باشا بعضهم بعالية ودمشق عام 1916م بحجّة تآمرهم مع فرنسا، وتهديدهم لأمن الدولة أثناء الحرب) عن التيّار الإسلامي العامّ الداعم للدولة العثمانية، والداعي لإصلاحها في الوقت نفسه.
في حين تركّزت اهتمامات السيّد رشيد عشية الحرب الاُولى وأثناءها (1913- 1918م) على علاقات العرب بالترك، ومصائرالعرب؛ فإنّ الإصلاحيّين الآخرين ظلّوا يعملون على دعم الدولة العلية مادّياً ومعنوياً وسياسيّاً في مصر والشام واسطنبول والأقطار الأوروبية.
كما ظلّوا يقدّمون الأفكار والمقترحات ذات الأبعاد الحضارية والاقتصادية التي يمكن أن تبحثها مؤتمرات داخل الدولة أو خارجها (26) .
وهكذا فإنّ الحرب التيمزّقت الدولة العثمانية، مزّقت أيضاً دُعاة العالمية الإسلامية إلى مستميتين في الدفاع عن الدولة والخلافة وبقائها، أو ساعين لإيجاد بديلٍ أو بدائل عن الدولة المتساقطة.
أمّا حركة الخلافة بالهند فهي نموذجٌ للفريق الأوّل. وأمّا مجموعة المنار فهي نموذجٌ للفريق الثاني. على أنّ الموقف انقلب انقلاباً راديكالياً بعد الحرب، بحيث ما عاد ممكناً الحديث عن عالمية